أسئلة عن الأنظمة الدينية والأديان المختلفة
السؤال: هل يسوع هو الطريق الوحيد للسماء؟
الجواب: "أنا ببساطة شخص صالح، لذلك فأنا ذاهب للسماء.". "أنا ارتكب بعض الأعمال السيئة البسيطة، ولكني أقوم بأعمال خيرة أكثر، لذلك سأذهب للسماء". "الله لن يرسلني للجحيم لأني لا أتبع تعاليم الكتاب المقدس. ولكن الزمن مختلف". "فقط الأناس الأشرار جدا مثل المجرمين والقتلة هم الذين سيذهبون للجحيم."
هذه كلها أمثلة لطريقة تفكير كثير من الناس، ولكن الحقيقة أنها كلها أكاذيب. ابليس سيد هذا العالم يزرع هذه الأفكار في رؤسنا. هو وكل من يتبع طرقه يعتبر خصم لله (بطرس الأولي 8:5). دائما يزيف ابليس مظهره ليظهر كشيء جيد (كورنثوس الثانية 14:11) ولكنه قادر أن يتحكم فقط في العقول التي لا تتبع الله. "الذين فيهم اله هذا الدهر قد اعمي أذهان غير المؤمنين لئلا تضيء لهم انارة انجيل مجد المسيح الذي هو صورة الله" (كورنثوس الثانية 4:4).
أنها ليست الحقيقة أن الله لا يهمه الخطايا الصغيرة، وعليه فأن الجحيم معد فقط للأشرار. كل خطيئة تفصلنا عن الله حتي و ان كانت "كذبة بيضاء صغيرة ". كل منا قد أخطأنا ولا يوجد أحد مستحق للسماء (روميه 23:3). الذهاب الي السماء لا يعتمد علي مقدار الأعمال الجيدة و مقدارها بالنسبة للأعمال السيئة. قطعا سنخسر الفرصة ان كانت هذه الحقيقة. "فان كان بالنعمة فليس بعد بالأعمال. والا فليست النعمة بعد نعمة" (روميه 6:11) . لا يمكننا أن نفعل الصلاح للحصول علي طريق مجاني للسماء (تيطس 5:3).
"ادخلوا من الباب الضيق، لأنه واسع الباب ورحب الطريق الذي يؤدي الي الهلاك، وكثيرون هم الذين يدخلون منه!" (متي 13:7). حتي ان كان الجميع من حولنا يعيشون حياة مليئة بالخطيئة، و ان كان الايمان بالله شيء غير دارج في مجتمعنا، فهذا لن يبررنا أمام الله. "الذنوب والخطايا التي سلكتم فيها قبلا حسب دهر هذا العالم، حسب رئيس سلطان الهواء، الروح الذي يعمل الآن في أبناء المعصية" (أفسس 2:2).
عندما خلق الله العالم كان كل شيء حسنا. ثم خلق أدم وحواء، ومنحهم ارادة حرة، لكي يكون لهم اختياراتباع واطاعة الله أو عصيانه. ولكن أدم وحواء – أول ما خلق الله – جربهم ابليس لعصيان الله فسقطوا و ارتكبوا الخطيئة. تسبب هذا في انفصالهم عن الله وعدم التمتع بعلاقة حميمة معه (وكل من أتي من بعدهم الي جيلنا هذا) . الله كامل ولا يمكن أن يكون في وسط الخطيئة. كخطاة لن يمكننا الوصول اليه بجهودنا الشخصية. لذلك دبر الله طريقة من خلالها يمكننا أن نتحد معه في السماء. "لأنه هكذا أحب الله العالم حتي بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية" (يوحنا 16:3). "لأن أجرة الخطية هي موت. وأما هبة الله فهي حياة أبدية بالمسيح يسوع ربنا" (رومية 23:6). ولد يسوع لكي ليعلمنا الطريق ولكي يموت بدلا عنا من أجل خطايانا. وبعد ثلاثة أيام من موته، قام من القبر (روميه 25:4)، لكي يغلب الموت. لقد عبد الطريق للمصالحة بين الله والأنسان لكي يتمتع الانسان بعلاقة شخصية مع الله.
" وهذه هي الحياة الأبدية أن يعرفوك انت الاله الحقيقي وحدك ويسوع المسيح الذي أرسلته" (يوحنا 3:17). معظم الناس يؤمنون بوجود الله حتي ابليس نفسه. ولكن للحصول علي الخلاص، يجب أن نتوجه لله لتكوين علاقة شخصية معه ونحيد عن خطايانا ونتبعه. يجب علينا أن نثق في الرب يسوع في كل شيء نملكه أونفعله. "بر الله بالايمان بيسوع المسيح الي كل وعلي كل الذين يؤمنون" (روميه 22:3). يعلمنا الكتاب المقدس أنه لايوجد طريق للخلاص الا من خلال يسوع المسيح. قال يسوع في يوحنا 6:14 "أنا هو الطريق والحق والحياه. ليس أحد يأتي الي الأب الا بي."
يسوع المسيح هو الطريق الوحيد للخلاص لأنه الوحيد القادر ان يحمل عنا عقاب الخطيئة (روميه 23:6). المعتقدات الأخري لا تقدم تعاليم كافية عن عمق وخطورة الخطيئة ولا تقدم ما يقدمه يسوع بتجسده و موته علي الصليب لدفع ثمن آثامنا. (يوحنا 1:1 و 14) – كان لابد ليسوع أن يكون اله ليدفع ديوننا. وكان لابد ليسوع أن يكون انسان لكي يموت بدلا عنا. الخلاص متوافر فقط من خلال الايمان بيسوع المسيح! "وليس باحد غيره الخلاص. لأن ليس اسم أخر تحت السماء قد اعطي بين الناس به ينبغي أن نخلص" (أعمال 12:4).
هل اتخذت قراراً بأن تتبع يسوع بسبب ما قرأته هنا؟ إن كان كذلك، من فضلك اضغط على الجملة الموجودة في نهاية الصفحة "قبلت المسيح اليوم".
السؤال: أنا شخص مسلم، ما الذي يحثني علي أن أعتنق الديانة المسيحية؟
الجواب: إن من الأسباب الجديرة بالذكر في العلاقة بين الإسلام والمسيحية هو ما تم ذكره القرآن عن يسوع . القرآن يذكر الآتي: أن الله سيرسل يسوع المسيح معضدا إياه بالروح القدس ( سورة 87:2) و أن الله قد عظم يسوع المسيح (سورة 253:2) وأن يسوع المسيح كان بلا خطيئة (سورة 46:3 ، 85:6 ، 19:19 ) وأن المسيح قد قام من بين الأموات (سورة 33:19-34) وأن الله قد أمر يسوع بتأسيس دينٍ (سورة 13:42) وأن المسيح قد صعد إلى السماء ( 157:4-158) ونتيجة لذلك يجب على المسلم الحقيقي أن يتعرف على يسوع المسيح وأن يتبع تعاليمه (سورة 48:3-49).
إن تعاليم المسيح قد تم تسجيلها عن طريق تلاميذه، بتفصيل دقيق في الأناجيل. (سورة 111:5) تقول أن التلاميذ قد أوحي لهم من الله أن يؤمنوا بيسوع وبرسالته. (سورة 6:61 و 14) وتصف السورة يسوع المسيح وتلاميذه بمساعدين لله . وكمساعدين لله فقد سجل تلاميذ المسيح تعاليمه بكل دقة. أن القرآن يحث المسلمين علي أن يطيعوا التوراة والإنجيل (سورة 44:5-48) . وبما أن المسيح بلا خطية فأن كل تعاليمه حقيقية. وان كان تلاميذ المسيح هم مساعدين لله فمن المؤكد أنهم قد قاموا بتسجيل تعاليم المسيح بكل دقه.
و الله يدعوا المسلمين في القرآن الكريم أن يدرسوا الكتاب المقدس. أن الله لن يعطي مثل تلك التعليمات للنبي محمد إن كانت تعاليم الكتاب المقدس محرّفة. ذلك يدل علي أن النسخة المتوافرة في عصر النبي محمد من الكتاب المقدس كانت نسخة دقيقة وموثوق بها. ونحن نعلم أنه كان هناك نسخ من الكتاب المقدس موجودة قبل عصر النبي محمد بحوالي 450 سنة. و بمقارنة أقدم النسخ فأن النسخ الموجودة من عصر النبي محمد والنسخ المؤرخة حتى عصرنا هذا متطابقة فيما تقوله عن المسيح وعن تعاليمه. وذلك يثبت انه لا يوجد على الإطلاق أي دليل على أن الإنجيل محرّف. لذلك يجب أن نعرف ونتأكد أن تعاليم المسيح صحيحة ومسجلة في الأناجيل وأن الله قادر أن يحفظ صحة المكتوب في الأناجيل وتعاليمه للبشر.
ما هي بعض الأشياء التي دونتها الأناجيل عن يسوع المسيح؟ في (يوحنا 6:14) يعلن المسيح "أنا هو الطريق والحق والحياة، لَيْسَ أَحَدٌ يَأْتِي إلى الآب إلا بي" . لقد قال المسيح أنه الطريق الوحيد للوصول لله. في متى 19:20 قال يسوع بأنه سيصلب ويموت ويقوم من الأموات في اليوم الثالث. إن الأناجيل تسجل بوضوح كما قال يسوع وتنباْ عنه بالنسبة لحياته وموته (متى أصحاح 27-28، مرقس أصحاح 15-16 ، لوقا أصحاح 23-24 ويوحنا أصحاح 19-21) لماذا أراد المسيح أن يموت وهو نبي عظيم؟ لماذا سمح الله بذلك؟ قال يسوع بأنه لا يوجد حب أعظم من هذا، أن يضع أحد نفسه لأجل أحبائه (يوحنا 13:15) . ويوحنا 16:3 يقول أن الله قد أحبنا حتى أرسل يسوع المسيح ليموت بدلا عنا ويفدينا.
لماذا نحتاج أن يضع المسيح حياته فداء لنا؟ أن هذا هو مفتاح الخلاف بين المسيحية والإسلام. أن الإسلام يعلمنا أن الله يحاسبنا وفقا لتفوق أعمال الخير التي نفعلها على أعمال الشر. المسيحية تعلمنا أنه لا يمكننا أن نمحى أعمال الشر بأعمال الخير . حتى لو كان ممكنا محي أعمال الشر بأعمال الخير فأن الله قدوس وهو لن يسمح أن يدخل لملكوت الله شخص خاطئ. أن الله كامل وهو لن يسمح ألا بالكمال. أن هذا يتركنا جميعا في طريق مؤكد إلى جهنم. أن قدسية الله تدعو إلى محاسبة أبدية للخطية . لذلك كان لابد للمسيح أن يموت بدلا عنا.
وكما يعلم القرآن الكريم فأن يسوع المسيح بلا خطيئة. كيف يمكن لأي شخص أن يعيش على الأرض بدون خطيئة واحدة. أن هذا مستحيلا. كيف تمكن يسوع من ذلك؟ أن المسيح كان أكثر من مجرد شخص عادى. أن المسيح نفسه قال أنه واحد مع الله (يوحنا 30:10) أن المسيح أعلن أنه اله التوراة (يوحنا 58:8). أن الأناجيل تعلم بوضوح أن يسوع كان إلهًا في صورة إنسان (يوحنا 1:1 ، 14) أن الله يعلم بأننا جميعا قد أخطأنا ولا يمكننا دخول السماء. أن الله يعلم أن الطريق الوحيد للغفران هو أن ندفع ثمن خطايانا. أن الله يعلم أنه الوحيد الذي يستطيع أن يدفع هذا الثمن الغير محدود. لذلك تجسد الله و أخذ صورة أنسانا. أن يسوع المسيح عاش حياة بدون خطيئة (سورة 46:3 ، 85:6 ، 19:19) لقد علم الرسالة الرائعة ومات لأجلنا ليدفع ثمن خطيئتنا. لقد فعل الله ذلك لأنه يحبنا ويريدنا أن نقضي الأبدية معه فى السماء.
ماذا يعني هذا لك؟ أن المسيح كان الكفارة المناسبة لخطايانا. أن الله يعرض على جميعنا الغفران والخلاص أذا تقبلنا ببساطه عطيته لنا (يوحنا 21:1) مؤمنين أن يسوع سيكون المخلص الذي وضع حياته لأجلنا - نحن أصدقاؤه. أذا وضعت ثقتك في المسيح كمخلصك سيكون لك بكل تأكيد حياة أبدية في السماء. أن الله سيغفر خطاياك ، سيطهر نفسك ، سيجدد روحك و سيعطي لك حياة هانئة في هذا العالم وحياة أبدية في العالم التالي. كيف يمكننا أن نرفض مثل تلك العطية العظيمة ؟ كيف يمكننا أن ندير ظهورنا للمسيح الذي أحبنا حتى بذل نفسه لأجلنا؟
أذا كنت غير متأكد بخصوص ما تؤمن به نحن ندعوك أن تردد هذه الصلاة الى الله " يا رب - ساعدني لمعرفة الحقيقة ، ساعدني لمعرفة الخطأ. ساعدني لمعرفة الطريق الصحيح للخلاص. " أن الله لن يهمل مثل هذه الصلاة .
إذا أردت اتخاذ يسوع المسيح كمخلصك الشخصي ببساطة تكلم مع الله، بالكلام أو صمتا ، قل له أنك تريد أن تقبل هبة الغفران من خلال يسوع. أذا أردت نموذجا لم ستقوله أقرأ التالي: " يا رب أشكرك لمحبتك لي . أشكرك لتقديم نفسك فداء عنى. أشكرك لتقديم الغفران والخلاص. إنني أقبل هبة الخلاص من خلال يسوع المسيح. إنني أثق في المسيح كمخلصي الشخصي. أنى أحبك يا رب وأسلم نفسي إليك - آمين".
هل اتخذت قراراً بأن تتبع يسوع بسبب ما قرأته هنا؟ إن كان كذلك، من فضلك اضغط على الجملة الموجودة في نهاية الصفحة "قبلت المسيح اليومالسؤال: ما هو الدين المناسب لى؟
الجواب: مطاعم الوجبات السريعه تغرينا من خلال أتاحة الفرصة لنا أن نطلب الطعام بأي طريقة نريدها. بعض المقاهى تقدم ما يزيد عن مائة نكهة من القهوه. حتى عندما نشترى عقارات أو سيارات أمامنا الفرصه لأختيار الامكانيات والمواصفات التى نريدها. نحن قطعا لا نعيش فى عالم محدود الاختيارات. الاختيارهام جدا! يمكنك تقريبا أن تجد كل شىء وفقا لذوقك الخاص واحتياجاتك .
فما رأيك فى أيجاد دين مناسب لك؟ ما رأيك في دين لا يشعرك بالذنب ولا يتطلب منك عمل أى شىء ولا يحدك بالعديد من الاشياء المسموحة والمحرمة؟ أن ذلك موجود بالتأكيد. ولكن هل أختيار الدين اختيار بسيط مترتب علي الذوق الشخصي؟
هناك العديد من الأصوات التى تريد لفت أنتباهنا. لماذا يقوم أى فرد بأختياراتباع يسوع وليس أي شخصية دينية أخري. فى النهاية أليست كل الطرق تؤدى للسماء؟ اليس جميع الأديان سواسية؟ الحقيقة أن ليست جميع الأديان تؤدى للسماء .
المسيح وحده هو الذى يتكلم بسلطان الله لأن يسوع المسيح هو الوحيد الذى قهر الموت. بعض الأنبياء الآخرون مازالوا بقبورهم حتى يومنا هذا. ولكن يسوع بسلطانه قام من بين الاموات فى اليوم الثالث بعد موته على الصليب. أى شخص له سلطان على الموت هو جدير بأهتمامنا ويستحق أن نستمع لما يريد أن يقول .
الحقائق التى تؤكد قيامة المسيح من بين الاموات مذهلة. في البداية كان هناك قرابه 500 شخص شهود عيان على قيامته. هذا عدد كبير لا يستهان به . هناك أيضا القبر الفارغ. أعداء المسيح كان يمكنهم منع الحديث عن القيامة من خلال تقديم جسد يسوع النافق المتحلل للجموع ولكن لم يكن هناك جسد على الاطلاق. القبر كان فارغا. هل يمكن للتلاميذ أن يكونوا قد سرقوا الجسد؟ غير ممكن. قبر يسوع كان عليه حراس مسلحين. وكما نعلم أن أتباع يسوع المقربين هربوا بعد تسليمه وصلبه. أنه من غير المنطقى أن يكونوا هؤلاء الصيادين البسطاء المذعورين قد جاؤا وحاربوا الحراس المسلحين وأخذوا الجسد. أن قيامه المسيح من الاموات لا يمكن تفسيرها. مرة أخرى أى شخص له سلطان على الموت يستحق أن يسمع. يسوع أثبت أن له سلطان على الموت لذلك يجب أن نستمع لتعاليمه. قال يسوع أنه الطريق الوحيد للخلاص ( يوحنا ( 6:14) هو ليس مجرد طريق وهو ليس أحد الطرق بل هو الطريق الوحيد .
وقال يسوع أيضا " تعالوا الى يا جميع المتعبين والثقيلى الاحمال وأنا أريحكم" ( متى 28:11). نحن نعيش فى عالم شاق والحياه ليست مهمة سهلة. جميعنا نعانى بصورة أو بأخرى - اليس هذا صحيحا ؟ ماذا تريد؟ أتريد أصلاح أم مجرد ديانه؟ هل تريد مخلص حي أم اتباع نبي قد مات؟ هل تريد علاقه ذات معنى أم مجرد طقوس؟ المسيح ليس مجرد أختيار بل أنه الاختيار الوحيد .
المسيح هو الدين الصحيح أن كنت تبحث عن الغفران ( أعمال الرسل 43:10). المسيح هو الدين الصحيح أن كنت تبحث عن علاقه شخصيه مع الله ( يوحنا 10:10). و المسيح هو الدين الصحيح أن كنت تبحث عن بيت أبدى فى السماء ( يوحنا 16:3). ضع ايمانك فى يسوع المسيح كمخلصك الشخصى - لن تندم أبدا . ضع ثقتك فيه لغفران خطاياك أنه لن يخيب ظنك .
أذا أردت أن تكون لك علاقه صحيحه مع الله فيما يلى نموذج للصلاه. تذكر بأن ترديد هذه الصلاه أو غيرها لن يخلصك. أن الثقه فى المسيح هو الذى سيخلصك من الخطايا. هذه الصلاة هى ببساطه طريقه للتعبير عن ايمانك وثقتك بالله وشكرك له على الخلاص. "يارب، أعلم أنني أخطأت أمامك وأني أستحق العقاب. ولكني أؤمن أن يسوع المسيح تحمل عني العقاب ومن خلال ايماني به تغفر خطيئتي. أنني ابتعد عن آثامي وأضع ثقتي فيك لخلاصي. أشكرك لغفرانك ولنعمتك الغنية التي تمنحني الحياة الأبدية! آمين !"
هل اتخذت قراراً بأن تتبع يسوع بسبب ما قرأته هنا؟ إن كان كذلك، من فضلك اضغط على الجملة الموجودة في نهاية الصفحة "قبلت المسيح اليوم".
السؤال: هل يعبد المسيحيون والمسلمون اله واحد؟
الجواب: الاجابة علي هذا السؤال تعتمد علي ماهو المعني ب "الله". ولا يمكن انكار أن نظرة المسيحيون والمسلمون الي الله متشابهة جدا. فالفريقين يتفقون علي ان الله مطلق السلطة، كلي القدرة، عليم بكل شيء، يملاء الوجود، قدوس، عادل، وصالح. ويتفقون علي الايمان بالله خالق الكون وكل ما فيه. فلذلك، نعم يعبد المسيحيون والمسلمون اله واحد.
ولكن في نفس الوقت نجد انه توجد اختلافات أساسية بين النظرتين. فبينما يؤمن المسلمون بان بعضا من صفات الله هي المحبة، الرحمة، والنعمة فالله لا يظهر هذه الصفات بنفس الطريقة التي يظهرها في نظر اليها المسيحيين. وربما يقع أهم اختلاف بين الايمان المسيحي والايمان بالاسلام في أن المسيحيون يؤمنون بأن الله تجسد وجاء الي الأرض في صورة انسان (أي يسوع المسيح) وهو شيء هام جدا لفهم ومعرفة الله. ونجد ان المسلمون يؤمنون بأن هذا تجديف علي الله بل وهو كفر. المسلمون لا يقبلون أنه كان لابد لله أن يصبح انسانا ليحمل خطيئة العالم. الله تجسد آخذا صورة انسان لكي يتعاطف معنا ولكن الأهم من ذلك لكي يمنحنا الخلاص والمغفرة لخطايانا.
فاذا، هل يعبد المسلمون والمسيحيون اله واحد؟ نعم ولا في نفس الوقت. ربما يجب أن يكون السؤال "هل يحمل المسلمون والمسيحيون نفس المفهوم عن الله؟" الأجابة لذلك هي كلا. فهناك اختلافات أساسية بين النظرتين. لا يمكن أن يكون الدينين صحيحين. ونحن نؤمن أن النظرة المسيحية هي النظرة الصحيحة فبغير الخلاص لا يمكن لثمن خطايانا أن يدفع. وحيث أن الله وحده يمكنه دفع الثمن. فقد أمكن لله من خلال التجسد أن يموت من أجلنا، دافعا ثمن خطايانا وأثامنا (رومية 8:5 و كورنثوس الثانية 21:5).
السؤال: ما هو تعريف البدعة؟
الجواب: غالباً ما يأتي في مخيلتنا أن تابعي بدعة ما هم جماعة من الناس تقوم بعبادة الشيطان، ويقومون بذبح والتضحية بالحيوانات، ويرتكبون الشر، أو يتبعون عادات وثنية. ولكن الحقيقية هي أن، معظم البدع المعاصرة لا تتخذ ذلك الشكل الكلاسيكي. والتعريف المسيحي لبدعة ما هو كالتالي: البدعة "هي دين أو جماعة تقوم بنكران واحد أو أكثر من المباديء المسيحية الأساسية". فمثلاً أن كان ذلك التعليم يقوم بتضليل الناس وأبعادهم عن قبول الخلاص فهو يعتبر بدعة. وما يفصل البدعة عن الأديان الأخري هو أن غالباً ما يدعي أتباع بدعة ما بأنهم مسيحيون ولكن تعاليمهم تقوم بنكران ومخالفة الحق المسيحي الموجود في كتاب الله المقدس.
ومن أشهر تعاليم البدع هي أن المسيح ليس الله وأن الحصول علي الخلاص يتطلب أكثر من مجرد الأيمان. ونكران كونية المسيح تتسبب في أن أتباع هذه البدع لا يرون أن موت المسيح كان كافياً للتكفير عن خطايانا. ونكران أن الخلاص يتم بالأيمان فقط يتسبب في محاولة الناس الحصول علي الخلاص بالأعمال الحسنة مما يخالف تعاليم الكتاب المقدس. وأمثلة للبدع الشهيرة هم جماعة شهود يهوه و المورمان. فالجماعتان تدعيا بكونهما مسيحيون، ولكن ذلك غير صحيح كما هو موضح أعلاه. وبالرغم من أن الجماعتين تؤمنان بأشياء كثيرة تتفق مع أو مماثلة لتعاليم المسيحية، ولكن مجرد أنهما ينكران طبيعة المسيح الآلهية وطبيعة الخلاص فهذا بالقطع يجعلهما بدع. ويجب علينا القول أن كثيراً ممن يتبعون هذه البدع هم أناس طيبون وهم يحاولون التعرف علي الله والحق بصدق وأخلاص. وصلاتنا هي أن الناس الذين يتبعون هذه البدع يقبلون الي معرفة الرب والحق وخلاصه من خلال معرفهم بالرب يسوع وأن يستطيعوا التمييز بين ما هو حق وما هو باطل.
السؤال: ما هي أفضل طريقة لتبشير شخص ما يتبع بدعة أو دين زائف؟
الجواب: أفضل شيء يمكننا عمله لشخص ما يتبع بدعة أو دين زائف هو أن نصلي من أجله ونطلب من الله أن يغير قلبه وأن يفتح أعينه (كورنثوس الثانية 4:4). بل يجب أن نطلب أن يبكت الرب قلبه و يعرفه بحاجته الي الخلاص من خلال معرفة الرب يسوع المسيح (يوحنا 16:3). فمن غير قوة الله وتبكيت الروح القدس لن ننجح في اجتذاب أي شخص الي الحقيقية (يوحنا 7:16-11).
وكذلك يجب علينا أن نعيش حياة مسيحية عالمين أننا مثال للآخرين، حتي يروا ما صنعه الله بحياتنا (بطرس الأولي 1:3-2). وأن نصلي أن يمنحنا الله الحكمة لمعرفة كيف يمكننا أن نبشرهم بقوة وفعالية (يعقوب 5:1). وبعد كل هذا، يجب أن نتحلي بالشجاعة وأن نكون مستعدين لمشاركة الأنجيل معهم. فيجب أن نعلن رسالة الخلاص المقدمة في شخص الرب يسوع (بطرس الأولي 15:3)، ولكن في نفس الوقت يجب علينا أن نتذكر أن نقوم بذلك بأحترام و لطف. ولقد تسنت لي الفرصة مرة ما أن أقابل جماعة من الناس تابعين لبدعة معينة، ولقد كان يصاحبني صديقاً مسيحياً في ذلك الوقت، ولقد تولي صديقي مهمة تبشيرهم ولكنه لم يبدي لهم الأحترام في خلال حديثه معهم. والحقيقة أنه من المؤسف أن تابعي البدعة أظهروا "صفات مسيحية" في طريقة تحدثهم معنا أكثرمما أبداه من صديقي. من الطبيعي أنهم لم يأتوا الي معرفة الحق بسبب الأسلوب الذي تعامل به معهم.
وأخيراً، يجب أن نترك قضية خلاص الذين نشهد لهم لعمل الله. أنه بقوة الله ونعمته فقط يخلص الناس ويقبلون الي معرفته. وفي حين أنه من المهم أن نكون مستعدين للدفاع عن ما نؤمن به وأن نكون علي علم بمعتقدات البدع أو الديانات الأخري – فأنه من الأهم ادراك أن ذلك كله لن يتسبب في التحول الديني لمن هم مقيدون في زيف وأغراء المعتقدات الباطلة. فأفضل شيء يمكننا فعله هو أن نقوم بالصلاة من أجلهم، وأن نعيش حياة ممجدة كمثال لهم و أن نؤمن أن الروح القدس سيتولي اجتذابهم و اقناعهم بل وأيضاً تغييرهم.
السؤال: كيف يمكن لي أن أميز معلم زائف أو نبي كذاب؟
الجواب: لقد حذرنا الرب يسوع من أن "مسحاء دجالين و أنبياء كذبة" سيأتون ويحاولون خداع العالم وحتي مختاري الله (متي 23:24 -27 ، أيضاً أنظر بطرس الثانية 3:3 ويهوذا 17-18). ولكي تحمي نفسك من المعلمين الزائفين – أعرف الحق. لكي تتعرف علي الشيء المزيف، لا بد أن تعرف الشيء الحقيقي. فالكتاب المقدس يوصي كل مؤمن "اجتهد أن تقيم نفسك لله مزكي، عاملاً لا يخزي، مفصلاً كلمة الحق بالأستقامة" (تيموثاوس الثانية 15:2)، فالذي يتعمق في دراسة الكتاب المقدس، يمكنه تمييز أي تعليم خاطيء. فعلي سبيل المثال، المؤمن الذي يدرس نشاطات الأب، و الأبن، والروح القدس المذكورة في متي 16:3-17 سيتسأل في الحال عن صحة أي تعليم ينكر الثالوث الأقدس. ولذا، فالخطوة الأولي هي دراسة الكتاب المقدس والحكم علي ماهو مقدم في ضوء تعاليم الكتاب المقدس.
وقال يسوع "تعرف الشجرة من ثمارها" (متي 33:12). وعند البحث عن "الثمار"، هناك أختبارات معينة تساعد علي التعرف علي المعلم الزائف وصحة ودقة تعليمه:
1) ماذا يقول ذلك المعلم أو الواعظ عن الرب يسوع؟ في متي 15:16 يتسأل يسوع "وأنتم من تقولون اني أنا؟" فأجاب بطرس، "أنت هو المسيح، أبن الله الحي"، ولهذه الأجابة دعي بطرس "مبارك". وفي يوحنا الثانية والعدد التاسع، نقرأ "كل من تعدي ولم يثبت في تعليم المسيح فليس له الله. ومن يثبت في تعليم المسيح فهذا له الآب والأبن جميعاً". وهنا نري أن يسوع المسيح وعمله الكفاري هو في غاية الأهمية، فتوخي الحذر من أي شخص يدعي أن يسوع غير مساو لله، أو يحاول التقليل من عمل يسوع علي الصليب، أو يرفض فكرة أن يسوع كان انساناً. يوحنا الأولي 22:2 يقول "من هو الكذاب الا الذي ينكر أن يسوع هو المسيح؟ هذا هو ضد المسيح، الذي ينكر الآب والأبن".
2) هل يدرس الواعظ كلمات الكتاب المقدس؟ يعرف الأنجيل بالأخبار السارة التي تتناول موت يسوع، دفنه، وقيامته، تبعاً لما هو موجود في (كورنثوس الأولي 1:15-4). وربما تكون عبارات "الله يحبك" أو "الله يريدنا أطعام الجائعين" و "الله يريدك أن تصبح غنياً" عبارات جميلة ولكنها لا تمثل رسالة الله الكاملة. ويحذر الرسول بولس في غلاطية 7:1 "ليس هو آخر، غير أنه يوجد قوم يزعجونكم ويريدون أن يحولوا انجيل المسيح". فلا يحق لأي شخص مهماً كان وحتي أن كان واعظاً شهيراً لأن يغير من كلمات الله المعطاة لنا "ان كان أحد يبشركم بغير ما قبلتم، فليكن "أناثيما" (غلاطية 9:1).
3) هل يظهر علي شخصية الواعظ أو المبشر صفات تمجدة لله؟ ويقول الكتاب المقدس في سفر يهوذا وعدد 11 "ويل لهم! لأنهم سلكوا طريق قايين، وانصبوا الي ضلالة بلعام لأجل أجرة، وهلكوا في مشاجرة قورح". بمعني أن المعلم الزائف يمكن معرفته بكبرياءه (كما رفض قايين خطة الله)، و طمعه (نبؤة بلعام عن النقود)، وتمرده (مثل تقديم قورح نفسه علي موسي).
وللحصول علي معرفة أعمق، قم بدراسة الأناجيل التي تتناول القضاء علي التعاليم الخاطئة في الكنيسة: مثل غلاطية ، و يوحنا الثانية، و بطرس الثانية، ويهوذا. فأنه كثيراً ما يكون من الصعب التعرف علي معلم زائف أو نبي كذاب. وهذا ما يتحدث عنه الكتاب بوصف "الذئب في ملابس الحمل". فأبليس وجنوده يتنكرون في صورة "ملائكة نور" (كورنثوس الثانية 14:11)، وأعوانه يتنكرون في صورة أبناء البر (كورنثوس الثانية 15:11). فالطريقة الوحيدة التي ستساعدنا علي تمييز الزيف هي دراسة ومعرفة الحق.
السؤال: من هم شهود يهوه وما هي معتقداتهم؟
الجواب: بدأ نشاط الجماعة المعروفة اليوم بشهود يهوه في ولاية بنسلفانيا الأمريكية في عام 1870، كأجتماع لدراسة الكتاب المقدس بقيادة تشارلز تاز رسل. ووقتها قام السيد رسل بتسمية جماعته "جماعة فجر الألفية". وبدأ تشارلز رسل في كتابة سلسة من الكتب قام بتسميتها "فجر الألفية"، ولقد أكمل قبل وفاته عام 1916 ستة أعداد تحتوي المعتقد الديني الذي يعتنقه أتباع شهود يهوه اليوم. وبعد وفاه السيد رسل، قام صديقه القاضي جوزيف فرانكلين رثفورد الذي تولي قيادة الجماعة من بعده بكتابة العدد السابع والمتمم لسلسلة مؤلفات "فجر الألفية" في عام 1917 وقد قام بتسميتة "السر المتمم". وكانت جمعيات "واتش تور بيبل" و "تراكت" قد أسسا في عام 1886 ولقد كانا الوسيلة التي من خلالها أنتشرت هذه المؤلفات. ولقد عرفت الجماعة بأسم "الرسليون – نسبة الي مؤسسها تشارلز رسل" حتي عام 1931 حين حدث أنشقاق و تم تغيير أسمها الي "شهود يهوه". ولقد أطلق المنشقون من هذه الجماعة علي أنفسهم أسم "دارسي الكتاب المقدس".
فبماذا يؤمن شهود يهوه؟ بدراسة معتقدهم الديني المتعلق بألوهية المسيح، الخلاص، الثالوث الأقدس، الروح القدس، والغفران، .... الخ. يتضح لنا أنهم بلا شك لا يتبعون المعتقدات المسيحية الأصلية فيما يتعلق بكل هذه المواضيع. فهم يعتقدون أن يسوع هو رئيس الملائكة ميخائيل، أسمي المخلوقات. مما يتعارض مع ما هو مذكور في الكتاب المقدس أن يسوع المسيح هو الله (يوحنا 1:1، 14 و 58:8 و 30:10). ويعتقدون أن الحصول علي الخلاص يتم بخلط الأيمان، بالأعمال الحسنة، والطاعة. مما يتعارض مع ماهو مذكور في الكتاب المقدس أننا نحصل علي الخلاص بالأيمان وحده (يوحنا 16:3 و أفسس 8:2-9 و تيطس 5:3). وترفض جماعة شهود يهوه الثالوث الأقدس، ويؤمنون أن المسيح كائن مخلوق وأن الروح القدس هو مجرد تعبير عن قوة الله. ويرفضون أيضاً مبدأ عمل المسيح الكفاري علي الصليب اذ يعتقدون أن موت يسوع هو مجرد فدية عن خطيئة آدم.
كيف يقوم جماعة شهود يهوه بتبرير معتقداتهم الغير كتابية؟ (1) أنهم يدعون أن الكنيسة قامت علي مر العصور بتحريف الكتاب المقدس، و (2) قاموا بترجمة الكتاب المقدس بما هو معروف بترجمة العالم الجديد وقامت الجمعيات المذكورة بعاليه بتغيير النص الكتابي ليتناسب مع ما هو مدون في كتب تشارلز رسل بدلاً من تعاليم الكتاب المقدس. ولقد تم تعديل ترجمة العالم الحديث عدة مرات.
ولذا فيحق القول أن جماعة شهود يهوه هم بدعة وأن كانت معتقداتهم تشير الي بعض الحقائق المتضمنة في المسيحية. ونجد أن جمعية الواتش تاور تبني معتقداتها علي التعاليم المدونة من خلال تشارلز رسل و القاضي جوزيف فرانكلين رثفورد، وخلفائهم. ويدعون أن لهم الحق في تغيير وترجمة الكتاب المقدس كما يرومون. ولذا فهم لا يرحبوا باعتبار الكتاب المقدس كالكلمة الحق و لا يشجعوا التفكير في هذا الموضوع. مما يتعارض مع تعليم الرسول بولس لتيموثاوس بل ولنا جميعاً في تيموثاوس الثانية 15:2، اذ يشجعنا علي دراسة كلمة الله والتأكد من أن أي تعليم مقدم يتوافق مع كلمة الله.
ومن الجدير بالذكر أن جماعة شهود يهوه نشطاء جداً في عملياتهم التبشيرية، فهم يعملون جادين علي نشر رسالتهم. ولكن للأسف فرسالتهم مليئة بالكذب والخداع والتعليم الزائف والضال. ونحن نصلي أن يفتح الله أعينهم لحقيقة الكتاب المقدس والتعاليم الموجودة في كلمة الله.
السؤال: هل يعتبر الدين المورموني بدعة؟ بم يؤمن المورمونيون؟
الجواب: تأسست الديانة المورمونية في خلال المائتان سنة السابقة علي يد رجل يدعي جوزيف سميث. ولقد أدعي السيد سميث أن الله الآب ويسوع المسيح قاما بزيارته والأعلان له أن كل الكنائس وقوانينها وعقائدها باطلة. ولذا فقام جوزيف بتكوين دين جديد وأدعاء بأنه "الكنيسة الوحيدة الحقيقية علي الأرض". والمشكلة الحقيقية في الديانة المورمونية تكمن في أنها تتعارض وتوسع و تغير ما هو موجود في الكتاب المقدس. فالأيمان بالمسيحية يتضمن الأيمان بكلمة الله الموجودة في كتابه المقدس. والأيمان بأن كل الكتاب موحي به من الله أي من الله (تيموثاوس الثانية 16:3).
ويؤمن تابعوا الديانة المورمونية بأنه هناك أربعة مصادر لكلمة الله الموحاة بدلاً من مصدر واحد. 1) الكتاب المقدس "ان ترجم وفسر بطريقة صحيحة". وانه من غير المعروف أي من الأجزاء تعتبر غير مفسرة بطريقة صحيحة. 2) كتاب المورمان الذي قام "بتفسيره وترجمته" جوزيف سميث وتم نشره في عام 1830. ولقد أدعي السيد سميث بأنه "أكثر الكتب صحة" علي وجه الأرض وأن الأنسان قادر علي الأقتراب من الله بأتباع هذه التعاليم، أكثر من أي تعاليم موجودة في أي كتاب آخر. 3) المعتقد الديني والعهود تعتبر كلمات مقدسة بالنسبة للمورمون، وهذا يتضمن رؤي حديثة تتناول "كنيسة يسوع المسيح المجددة" 4) كتاب لؤلؤة الثمن العظيم يعتبر "ايضاح وتفسير" للمعتقدات والتعاليم الكنسية التي فقدت من الكتاب المقدس وأضافة معلومات جديدة تتناول خليقة الأرض.
ويؤمن المورمون بهذه الأشياء عن الله: أن الله لم يكن دائما القوة العظمي في الوجود ولكنه حصل علي هذه المكانة بسبب بره وتقواه وجهوده العظيمة. فهم يؤمنوا بأن الله الآب هو مخلوق من "دم ولحم تماماً مثل الأنسان". وهذا الأعتقاد تغير في زمن القائد المعاصر بريجهام يونج الذي علم أن آدم هو الله وهو والد يسوع المسيح. ووكل هذا يخالف التعاليم المسيحية التي تنادي بأن: هناك آله واحد (تثنية 4:6 و أشعياء 10:43 و 6:44-8)، وأن الله كان وكائن وسيكون (تثنية 27:33 و مزامير 2:90 و تيموثاوس الأولي 17:1)، وأنه لم يخلق بل هو الخالق (تكوين الأصحاح الأول و مزامير 1:34 و أشعياء 16:37). وأن الله كامل ولا يماثله أو يعادله أحد (مزامير 8:86 وأشعياء 25:40). الله الآب ليس أنسان، ولم يكن أبداً أنسان (عدد 19:23 و صموئيل الأولي 29:15 و هوشع 9:11). وأن الله روح (يوحنا 24:4)، وأن الروح ليس من لحم ودم (لوقا 39:24).
ويؤمن المورمون بأنه هناك مستويات أو ممالك مختلفة في الحياة الآخرة: المملكة السماوية و المملكة الأرضية و المملكة والظلمة الخارجية. ونهاية الأنسان تعتمد علي ما يؤمن به ويقوم بعمله خلال حياته علي الأرض. بينما يخبرنا الكتاب المقدس أن نهايتنا تعتمد علي أيماننا بالرب يسوع المسيح. وأن كنا غير موجودين بالجسد فهذا يعني أننا مع الله (كورنثوس الثانية 6:5-8). وأن غير المؤمنون سيطرحون في الجحيم أو الهاوية (لوقا 22:16-23). وعندما يأتي المسيح ثانية، سيكون لنا أجساد جديدة (كورنثوس الأولي 50:15-54). وسيكون هناك سماء جديدة وارض جديدة يقطن بها المؤمنون (رؤيا 1:21)، وسيلقي غير المؤمنون في بحيرة النار والكبريت الأبدية (رؤيا 11:20-15). وأنه لا يوجد فرصة ثانية للتوبة بعد الموت (عبرانيين 27:9).
وتعلم الديانة المورمونية أن ولادة المسيح كانت نتيجة لعلاقة جسدية بين الله الآب ومريم العذراء. ويؤمنوا أن المسيح هو اله، وأنه يمكن لأي أنسان أن يصبح الهاً. بينما تعلم المسيحية أن الله واحد وله طبيعة ثلاثية ممثلة في الآب والأبن والروح القدس (متي 19:28). ولا يمكن أن يصبح أي شخص الهاً، فهو وحده القدوس (صموئيل الأولي 2:2). ويمكننا أن نتقدس في نظر الله بالأيمان به (كورنثوس الأولي 2:1). ويسوع هو أبن الله الوحيد (يوحنا 16:3) وهو الوحيد الذي عاش بلا خطيئة، وبلا عيب، وله المجد الأبدي في السماء (عبرانيين 26:7). فالمسيح والله واحد (يوحنا 1:1-8 و 56:8). لقد ضحي المسيح بنفسه من أجلنا وأقامه الله من الأموات ويوم ما سيعترف الجميع أن المسيح هو الله (فيليبي 6:2-11). ويخبرنا المسيح أنه من المستحيل أن نصل الي السماء بناء علي أعمالنا، ولكن من خلال أيماننا به (متي 26:19). والكثيرين لن يختارونه فالكتاب المقدس يوصي "أدخلوا من الباب الضيق، لأنه واسع الباب ورحب الطريق الذي يؤدي الي الهلاك، وكثيرون هم الذين يدخلون من" (متي 13:7). ونحن كلنا نستحق العقاب كأجرة لخطايانا، ولكن نعمة ومحبة الله الفائقة تمنحنا فرصة ثانية. "لأن أجرة الخطيئة هي موت وأما هبة الله فهي حياة أبدية في المسيح يسوع ربنا" (رومية 23:6).
فمن الواضح أنه هناك طريقة واحدة لقبول الخلاص، ألا وهي معرفة الله وأبنه يسوع (يوحنا 3:17). وذلك بالأيمان وليس بالأعمال (رومية 17:1 و 28:3). فعندما نؤمن سنكون بالطبيعة مطيعين لله ووصاياه وسنعتمد كنتيجة لمحبتنا له وليس لأن هذه كلها متطلبات للخلاص. ويمكننا الحصول علي هذه الهبة مهما كان ماضينا (رومية 22:3). "وليس بأحد غيره الخلاص. لأن ليس اسم آخر تحت السماء، قد أعطي بين الناس، به ينبغي أن نخلص" (أعمال الرسل 12:4). وبالرغم من أن المؤمنون بالديانة المورمونية عادة ما يكونوا أشخاص طيبين ومحبين – فهم يتبعون دين خاطيء وزائف يبدل طبيعة الله، وشخص يسوع المسيح، والمعني الحقيقي للخلاص.
السؤال: هل يجب علي المسيحيون أن يكونوا متفهمين لمعتقدات الآخرين الدينية؟
الجواب: في الوقت الحالي يعتبر "التسامح الديني" وكذلك المعيار الأخلاقي الغير ثابت فضيلة. فنجد الناس يقولون أن لكل نظام ديني مزايا ولذا فهو جدير بالأحترام. والذين يفضلون دين معين عن الآخر – أو الأسواء - الذين يدعون معرفة الحق يعاملون وكأنهم ذو نظرة وعقلية محدودة، غير مستنيرين، أو متكبرون.
وبالطبع، تقدم الأديان المختلفة أدعاءات محددة تتعارض مع التعاليم الكتابية. فعلي سبيل المثال، يقول الكتاب المقدس في (عبرانيين 27:9) "أنه محتم علي الأنسان أن يموتوا مرة واحدة" ، بينما تدعي بعض الأديان الشرقية والأسيوية أنه يتم أعادة خلق الأنسان ثانية. فهل نموت مرة واحدة أم عدة مرات؟ لا يمكن أن يكون المعتقدان حقيقة. ففي هذه الحالة لابد للفكرة التقريبية أن تجد بديلاً وسيط لتعديل الحقيقة حتي تتفق مع المعتقدان.
قال يسوع، "أنا هو الطريق، والحق، والحياة: لا يقدر أن يأتي أحد الي الآب الا بي" (يوحنا 6:14). فهنا يقبل المسيحي الحقيقة وليس فقط المبدأ. فنجد أن هذا الأيمان، يفصل ما بين الشخص المسيحي عن شباب اليوم المدعوون "ذوي العقول المفتوحة".
ويعلن المسيحي علانية بأيمانه أن المسيح قد قام من بين الأموات (رومية 9:10-10). فأن كنا نؤمن بالقيامة فكيف يتسني لنا "أن نتفهم" أصرار غير المؤمنيين علي أن المسيح لم يقم ثانية؟ فأن أنكر المسيحي التعاليم الموجودة في كلمة الله فهذه تعتبر خيانة لله.
والأن وقد أستخدمنا بعض مباديء الأيمان المسيحي كأمثلة، هناك بعض الموضوعات (مثل قيامة المسيح الجسدية) وهذا موضوع لا يقبل النقاش. بينما هناك بعض الموضوعات الأخري التي يمكن مناقشتها ومجادلتها، مثل (من قام بكتابة الرسالة الي العبرانيين، وماذا يتحدث عنه بولس الرسول عند قوله "شوكة في الجسد". ولكن يجب علينا تذكر الأبتعاد عن المجادلات الغبية (تيموثاوس الثانية 23:2 و تيطس 9:3).
وحتي عند تناول أو مناقشة موضوع ما، يجب علي المسيحي أن يظهر أحترامه لرأي الشخص الذي يناقشه. فمن الممكن أن لا تتفق مع وجهة نظر معينة ولكن من المهم عدم الأساءة لذلك الشخص مهما كان الموضوع المتناول. فيجب أن نخبر الآخرين الحقيقة مع ابداء اللطف للذين يتسألون عنها. وتماماً مثل يسوع يجب أن نكون مملؤين بالنعمة والحق (يوحنا 14:1).
ونجد أن بطرس يقدم لنا مثال جيد للتوازن ما بين تقديم الأجابة الصريحة والتواضع في نفس الوقت: "بل قدسوا الله في قلوبكم، مستعدين دائماً لمجاوبة كل من يسألكم، سبب الرجاء الذي فيكم، بوداعة وخوف" (بطرس الأولي 15:3).
السؤال: ما هي البوذية وبماذا يؤمن البوذيون؟
الجواب: إن البوذية هي إحدى ديانات العالم الكبرى من ناحية عدد أتباعها وتوزيعهم الجغرافي وتأثيرهم الثقافي الإجتماعي. بينما البوذية هي ديانة شرقية إلى حد كبير إلا أن تأثيرها وإنتشارها آخذ في الإزدياد في العالم الغربي. إنها ديانة عالمية مميزة، إلا أنها تشترك مع الهندوسية في الإيمان بالكارما (أخلاقيات السبب والنتيجة)، والمايا (طبيعة العالم الغير واقعية)، والسامسارا (دورة الحياة وإعادة الحياة). يؤمن البوذيون أن الهدف الأسمى في الحياة هو الوصول الى "التنوير" كما يرونه.
ولد مؤسس البوذية، سيدهارتا جواتاما في العائلة المالكة في الهند حوالى عام 600 قبل الميلاد. وكما تحكي القصة، عاش فى رخاء وتنعم، ولم يتعرض كثيراً للعالم الخارجي. فقد كان هدف والديه أن يبعدوه عن تأثير التدين ويحموه من الألم والمعاناة. ولكن لم يمض وقت طويل قبل أن يخترق مخبأه، ورأي رؤى عن رجل كبير السن، رجل مريض، وجثة. وكانت الرؤيا الرابعة لراهب مسالم زاهد (شخص يرفض الرفاهية والراحة). عندما رأى السلام الذي يغمر الراهب قرر أن يصبح هو أيضاً زاهداً. ترك حياة الغنى والجاه ليسعى وراء التنوير من خلال التقشف. وقد برع في هذا الشكل من إذلال الذات والتأمل العميق. كان قائداً في وسط زملائه. وفي النهاية وصلت جهوده إلى فعل نهائي. فقد "أمتع" نفسه بطبق من الأرز ثم جلس تحت شجرة تين (تسمى أيضاً شجرة بوذا) لكي يتأمل حتى يصل إلى "الإستنارة" أو يموت محاولاً الوصول إليها. بالرغم من التجارب والإغراءات، إلا أنه وصل إلى الإستنارة مع صباح اليوم التالي. وبهذا صار يعرف بأنه "الشخص المستنير" أو "بوذا". أخذ بوذا ما وصل اليه من إدراك جديد وأخذ يعلم زملائه من الرهبان الذين كان قد أصبح له تأثير كبير في وسطهم. وأصبح خمسة من زملائه أول تلاميذ له.
ما الذي إكتشفه جواتاما؟ إكتشف أن الإستنارة تكون في "الطريق الوسط"، ليس في الإنغماس في الرفاهية وكذلك ليس في تعذيب الذات. وفوق هذا إكتشف ما عرف فيما بعد بـ "الحقائق الأربعة النبيلة": 1) الحياة معاناة (دوكا)؛ 2) المعاناة تأتي من الرغبات (تانها، أو "التعلق")؛ 3) يمكن أن ينهي الإنسان كل معاناة بالتخلي عن كل ما يتعلق به؛ 4) هذا يتحقق باتباع الطريق الثماني النبيل. يتكون "الطريق الثماني" من أن يكون لدى الشخص: 1)نظرة صحيحة؛ 2)نية صحيحة؛ 3)كلام صحيح؛ 4)أعمال صحيحة؛ 5)معيشة صحيحة (الرهبنة)؛ 6)المجهود الصحيح (توجيه الطاقة بطريقة صحيحة)؛ 7)التفكير بطريقة صحيحة (التأمل)؛ 8) التركيز الصحيح. وقد تم تجميع تعاليم بوذا الى ما يسمى التريبيتاكا أو "السلال الثلاثة".
ومن وراء هذه التعاليم المميزة توجد التعاليم المعروفة لدى الهندوسية وبالتحديد إعادة التجسد، الكارما، المايا، والإتجاه لفهم الحقيقة على أنها وحدوية في اتجاهها. تقدم البوذية مثل الهندوسية أيضاً مجالاً متسعاًً من الآلهة والكائنات الممجدة. ولكنها مثل الهندوسية يصعب تحديد مفهومها عن الله. فيمكن أن توصف بعض فروع البوذية بأنها إلحادية بينما يمكن تسمية البعض الآخر بأنها موحدة، وفروع أخرى أيضاً بأنها تؤمن بوجود إله مثل بوذية الأرض الطاهرة. ولكن البوذية الكلاسيكية تميل لأن تكون صامتة تجاه حقيقة وجود كائن اسمى ومن هنا تعتبر إلحادية.
إن العقيدة البوذية اليوم متنوعة بقدر كبير. يمكن إجمالاً تقسيمها إلى قسمين أساسيين بصورة عامة وهي الثيرافادا (الإناء الصغير) والماهايانا (الإناء الكبير). الثيرافادا هي الشكل الرهباني الذي يجعل الإستنارة والنيرفانا قاصرة على الرهبان، بينما البوذية الماهايانا توصل هذا الهدف من الإستنارة غلى العلمانيين أيضاً أي من ليسو رهباناً. وفي داخل هذين القسمين نجد فروعا متعددة بما فيها تنداي، فاجرايانا، نيشيرين، شينجون، بيور لاند، زين، ورويبو وغيرها. لهذا فمن المهم بالنسبة للذين يحاولون أن يفهموا البوذية ألا يفترضوا أنهم يعرفون كل التفاصيل المتعلقة بمدرسة معينة من البوذية بينما يكون كل ما درسوه هو البوذية الكلاسيكية التاريخية.
لم يعتبر بوذا نفسه إلهاً أو مخلوقا سامياً. بل اعتبر نفسه "مرشدا للطريق" للآخرين. فقط بعد موته تم تمجيده كإله من جانب بعض أتباعه، رغم أنه لم ينظر إليه كل أتباعه على أنه إله. بينما في المسيحية يقول الكتاب المقدس بكل وضوح أن يسوع هو إبن الله (متى 3: 17: "وصوت من السماء قائلا: هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت)، وأنه هو والله واحد (يوحنا 10: 30). ولا يمكن أن يعتبر الإنسان نفسه مسيحياً بحق دون إعلان الإيمان بأن يسوع هو الله.
قال يسوع أنه هو الطريق وليس مجرد مرشد للطريق ويؤكد يوحنا 14: 6 هذا: "أنا هو الطريق والحق والحياة. لا أحد يأتي إلى الآب إلا بي." عند موت جواتاما كانت البوذية قد أصبحت لها تأثير كبير في الهند؛ وبعد ثلاثمائة عام كانت البوذية قد غمرت أغلب قارة آسيا. وقد تمت كتابة النصوص والأقوال المأخوذة عن بوذا بعد موته بحوالي أربعمائة عام.
في البوذية تعتبر الخطية بصورة عامة على أنها جهل. وبينما تعرف الخطية بأنها "خطأ أخلاقي"، فإن مفهوم "الخير" و"الشر" يعتبر غير أخلاقي. تعتبر الكارما التوازن الطبيعي ولا تتطلب أن يجد إليها الفرد. الطبيعة ليست غير أخلاقية؛ لذلك فالكارما ليست قانون أخلاقي والخطية بالتالي ليست غير أخلاقية. لذلك يمكن القول أنه في المفهوم البوذي فإن أخطاءنا ليست قضية أخلاقية بما أنها في النهاية خطأ غير شخصي، وليست تعدياً شخصياً. إن نتيجة هذا المفهوم هي نتيجة مدمرة. لأنه في نظر الشخص البوذي فإن الخطية مرادفة للتعثر أكثر منها إثم ضد طبيعة الله المقدسة. هذا الفهم للخطية لا يتوافق مع الإدراك الأخلاقي الفطري أن البشر مذنبون أمام الله القدوس بسبب خطاياهم (رومية 1-2).
بما أن البوذية تقول بأن الخطية مجرد خطأ غير شخصي وقابل للإصلاح، فإنها لا تتفق مع عقيدة الفساد، التي هي من أساسيات الإيمان المسيحي. يخبرنا الكتاب المقدس أن خطية الإنسان هي مشكبة لها عواقب أبدية غير محدودة. في البوذية ليس هناك حاجة لمخلص لينقذ الناس من لعنة خطاياهم. أما بالنسبة للمسيحي فإن الرب يسوع هو الطريق الوحيد للخلاص من العقاب الأبدي. بالنسبة للبوذي يوجد فقط الحياة الأخلاقية والمناجاة التأملية للكائنات الممجدة على أمل ربما الوصول الى الإستنارة وفي النهاية النيرفانا. ومن المحتمل أن يستلزم الأمر إعادة تجسد الشخص مرات عديدة لكي يستوفي ديونه الكارمية المتراكمة. بالنسبة لأتباع البوذية الحقيقيين، فإن الديانة هي فلسفة أخلاقيات متضمنة في حياة إنكار الذات أو"الأنا". في البوذية فإن الحقيقة هي أمر غير شخصي وغير متصل بالعلاقات؛ لذلك لا تتضمن المحبة. فلا ينظر لله فقط على أنه سراب، ولكن بجعل الخطية مجرد خطأ غير أخلاقي ورفض كل الواقع المادي على أنه "مايا" (وهم) فإننا نحن أنفسنا نفقد "أنفسنا". وتصبح الشخصية ذاتها وهماً.
عندما سئل بوذا عن كيفية بداية العالم، من أو ماذا خلق الكون، يقال أنه ظل صامتاً لأنه في البوذية لا توجد بداية ولا نهاية. بل توجد حلقة لا نهائية من الولادة والموت. هنا يتساءل المرء ما نوع هذا الكائن الذي خلقنا لنعيس ونتحمل هذا المقدار من الألم والمعاناة ثم نموت مرة ومرات؟ قد يجعلنا هذا نفكر قائلين، ما الهدف من الحياة؟ لماذا تهتم بها حتى؟ يعرف المسيحيون أن الله أرسل إبنه ليموت عوضاً عنا، مرة واحدة، لكي لا نتعذب نحن إلى الأبد. أرسل إبنه ليعرفنا أننا لسنا بمفردنا وأننا محبوبين. يعرف المسيحيون أن الحياة أكثر من مجرد المعاناة والموت "...وإنما أظهرت الآن بظهور مخلصنا يسوع المسيح الذي أبطل الموت وأنار الحياة والخلود بواسطة الإنجيل."(2تيموثاوس 1: 10).
تقول البوذية أن النيرفانا هي أسمى حالات الوجود، حالة من الوجود الطاهر، ويتم الوصول إليها كل شخص بطريقته. لا تتوافق النيرفانا مع التفسير العقلاني والنظام المنطقي ولهذا لا يمكن تعلمها بل فقط يتم ادراكها والوصول اليها. وفي المقابل نجد أن تعليم الرب يسوع عن السماء محدد جداً. قال لنا أن أجسادنا المادية ستموت ولكن أرواحنا تصعد لتكون معه في السماء (مرقس 12: 25). علم بوذا الناس أن البشر ليس لهم أرواح منفردة لأن الذات الفردية مجرد وهم. بالنسبة للبوذيين ليس هناك أب رحيم في السماء أرسل إبنه ليموت فداء نفوسنا، من أجل خلاصنا، ليوفر لنا طريقاً نصل به غلى مجده. وفي النهاية هذا هو السبب الذي من أجله يجب أن ترفض البوذية.
السؤال: ما هي الغنوسية المسيحية؟
الجواب: لا يوجد في الواقع ما يسمى الغنوسية المسيحية. لأن المسيحية الحقيقية والغنوسية نظامين عقائديين مختلفين تماما. إن مباديء الغنوسية تتعارض مع جوهر المسيحية. لذلك، بينما تدعي بعض أشكال الغنوسية أنها مسيحية، إلا أنها بكل تأكيد ليست مسيحية.
ربما كانت الغنوسية هي أخطر الهرطقات التي هددت الكنيسة الأولى في القرون الثلاثة الأولى. تقوم الغنوسية على أساسين كاذبين متأثرة بفلاسفة مثل أفلاطون. أولا، تؤيد ثنائية الروح والمادة. يؤكد الغنوسيون أن المادة بطبيعتها شريرة، والروح صالحة. ونتيجة هذا الإفتراض المسبق، فإن الغنوسيون يؤمنون أن أي شيء يفعل في الجسد، حتى أشر الخطايا، لا معنى له لأن الحياة الحقيقية هي في العالم الروحي فقط.
ثانياً، يدعي الغنوسيون إمتلاك معرفة أسمى، أو "حق أعلى" متاح لقليلين فقط. تأتي التسمية غنوسية وبالإنجليزية Gnosticism من الكلمة اليونانية gnosis التي تعني "أن يعرف". يدعي الغنوسيون إمتلاكهم لمعرفة أرفع، ليس من الكتاب المقدس، ولكنها مكتسبة من مستوى وجود غامض وأعلى. يرى الغنوسيون أنفسهم على أنهم فئة مميزة مرتفعة عن الباقين بناء على معرفتهم الأعلى والأعمق لله.
إن مجرد مقارنة التعاليم والعقائد الأساسية للإيمان المسيحي والغنوسية تدحض أي فكرة لوجود توافق بينهما. ففي أمر الخلاص، يعلم الغنوسيون أن الخلاص يتم الحصول عليه من خلال إكتساب معرفة إلهية تحرر الإنسان من وهم الظلام. ورغم أنهم يدعون أنهم يتبعون الرب يسوع المسيح وتعاليمه الأصلية، إلا أن الغنوسيون يناقضونه في كل أمر. لم يقل يسوع أي شيء عن الخلاص بإكتساب المعرفة، ولكن الهلاص بالإيمان فيه كمخلص من الخطية. "لأنه بالنعمة أنتم مخلصون، بالإيمان – وهذا ليس منكم، هو عطية الله – ليس بأعمال، كي لا يفتخر أحد." (أفسس 2: 8-9). وفوق هذا فإن الخلاص الذي يقدمه المسيح هو خلاص مجاني ومتاح للجميع (يوحنا 3: 16) وليس لفئة مختارة حصلت على إعلان خاص.
تؤكد المسيحية أن هناك مصدر واحد للحق وهو الكتاب المقدس، الموحى به من الله، كلمة الله الحية المعصومة من الخطأ، قانون الإيمان والحياة الوحيد (يوحنا 17: 17؛ 2 تيموثاوس 3: 15-17؛ عبرانيين 4: 12). إنه إعلان الله المكتوب لكل البشر ولا يتساوى به أفكار البشر، أو كتاباتهم أو رؤاهم. في المقابل نجد الغنوسيون يستخدمون مجموعة متنوعة من الكتابات المهرطقة المعروفة بإسم الأناجيل الغنوسية، وهي مجموعة من الكتابات المزيفة التي يدعون أنها "الأسفار المفقودة من الكتاب المقدس". ولكن نحمد الله أن آباء الكنيسة الأولى كانوا متفقين بالإجماع تقريباً في تمييز هذه المخطوطات الغنوسية المزيفة التي تقدم عقائد خاطئة عن الرب يسوع والخلاص والله وكل الحقائق المسيحية الأخرى الهامة. هناك تناقضات لا حصر لها بين "الأناجيل" الغنوسية والكتاب المقدس. وحتى عندما إقتبس من يسمونهم المسيحيين الغنوسيين أجزاء من الكتاب المقدس، فإنهم كتبوا الآيات وأجزاء من الآيات بشكل يتوافق مع فلسفتهم، وهذا أمر يحذر منه الكتاب المقدس ويمنعه (تثنية 4: 2؛ 12: 32؛ أمثال 30: 6؛ رؤيا 22: 18-19).
إن شخص الرب يسوع المسيح هو أحد النقاط التي تختلف فيها المسيحية والغنوسية بشكل كبير. يؤمن الغنوسيون أن جسد الرب يسوع لم يكن جسداً حقيقياً، ولكنه "بدا" حقيقي، وأن روحه حلت فيه في وقت المعمودية، ولكنه تركه قبل الصلب. إن التفسيرات هذه لا تمس فقط حقيقة تجسد المسيح، بل أيضا تمس حقيقة الفداء، لأنه كان يجب أن يكون يسوع إلهاً كاملا وإنسانا كاملا (له جسد حقيقي) يتألم ويتعذب على الصليب حتى يكون ذبيحة كفارية مقبولة عن الخطايا (عبرانيين 2: 14-17). ان النظرة الكتابية للرب يسوع تؤكد بشريته الكاملة والوهيته الكاملة.
تقوم الغنوسية على نظرة غامضة، وهمية، ذاتية، وعاطفية للحق وهذا ليس أمر جديد على الإطلاق. إنه أمر قديم جداً يعود بصورة ما إلى جنة عدن، حيث شكك الشيطان آدم في الله وفي كلمته وأقنع آدم وحواء برفض كلمة الله وقبول كذبه. وهو يفعل نفس الشيء اليوم وهو "يجول كأسد زائر يطلب من يبتلعه" (1 بطرس 5: 8). فهو ما زال يضع الله والكتاب المقدس في موضع تساؤل وشك ويلتقط في شباكه اولئك السذج أو الذين لا يعرفون الكتاب أو الذين يطلبون إعلانا شخصيا يجعلهم يشعرون بأهميتهم وتميزهم وترفعهم عن الآخرين. دعونا نتبع مثال الرسول بولس الذي قال: "إمتحنوا كل شيء. تمسكوا بالحسنى." (1 تسالونيكي 5: 21)، ونحن نفعل هذا بأن نقارن كل شيء في ضوء كلمة الله، التي هي الحق الوحيد.
السؤال: ما هو العلم المسيحي؟
الجواب: أسست ماري بيكر إيدي (1821 – 1910) مذهب العلم المسيحي، وهي التي كانت رائدة الأفكار الجديدة فيما يتعلق بالروحانية والصحة. قضت إيدي سنوات في دراسة الكتاب المقدس والصلاة والبحث في أساليب الشفاء المختلفة بعدما اختبرت الشفاء بنفسها في 1866. وكانت النتيجة نظاماً للشفاء أطلقت عليه إسم "العلم المسيحي" عام 1879. لقد فتح كتابها "العلم والصحة مع مفاتيح الكلمة" أرضاً جديدة في فهم الصلة ما بين الذهن والجسد والروح. بعد ذلك أسست كلية، وكنيسة ودار للنشر والجريدة المحترمة المعروفة بإسم: "مراقب العلم المسيحي" (“The Christian Science Monitor.”). وبسبب التشابه مع المجموعات الأخرى فإن الكثيرين يعتقدون أن العلم المسيحي هو بدعة غير مسيحية.
يقول مذهب العلم المسيحي أن الله – وهو أب وأم للكل – هو صالح تماما وروحي بشكل كامل وأن كل خليقة الله بما فيها الطبيعة الحقيقية لكل إنسان هي الصورة الروحية الكاملة لله. وبما أن خليقة الله صالحة فإن الشرور مثل المرض والموت والخطية لا يمكن أن تكون جزء من الحقيقة الأساسية. بل إن هذه الشرور ناتجة عن الحياة بعيداً عن الله. الصلاة هي طريقة أساسية ومركزية للإقتراب إلى الله وشفاء الأمراض البشرية. وهذا يختلف عن الكتاب المقدس، الذي يعلمنا أن الإنسان مولود بالخطية الموروثة من سقوط آدم وأن الخطية تفصلنا عن الله. وبدون نعمة الله المخلصة من خلال موت المسيح على الصليب لا يمكن أن نشفى من المرض الأعظم الذي هو الخطية.
وبدلا من التعليم أن يسوع يشفي أمراضنا الروحية (أنظر أشعياء 53: 5)، فإن المؤمنين بالعلم المسيحي يرون خدمة المسيح كنموذج لهم للشفاء، ويؤمنون أنها تبين مركزية الشفاء بالنسبة للخلاص. يصلي أتباع مذهب العلم المسيحي يومياً لكي يدركوا المزيد من حقيقة الله ومحبة الله وأن يختبروا ويساعدوا آخرين لكي يختبروا التأثيرات الشافية لهذا الإدراك.
بالنسبة لمعظم أتباع مذهب العلم المسيحي فإن الشفاء الروحي هو الخيار الأول الفعال، ولهذا يتجهون لقوة الصلاة بدلا من طلب العلاج الطبي. لقد حاربت السلطات الحكومية هذا الإتجاه مراراً، خاصة في الحالات التي تمنع فيها العناية الطبية عن القصَّر. ولكن ليس هناك أي سياسة كنسية تجبر أعضائها على إتخاذ قرارات صحية معينة.
إن مذهب العلم المسيحي ليس به أي خدام أو قساوسة. بل يقوم الكتاب المقدس مع العلم والصحة بدور الراعي والواعظ. تتم دراسة الكتاب المقدس يومياً ويقرأ بصوت عال أيام الآحاد بواسطة إثنين من الأعضاء المنتخبين في كل جماعة محلية. تقيم كنائس مذهب العلم المسيحي إجتماعات أسبوعية للشهادة، حيث يحكي الأعضاء إختباراتهم في الشفاء والتجديد.
من بين كل البدع "المسيحية" الموجودة، فإن "العلم المسيحي" هي أكثرها خطأ بالتسمية. فمذهب العلم المسيحي ليس مسيحياً ولا مؤسساً على العلم. ينكر مذهب العلم المسيحي كل الحقائق الجوهرية التي تجعل نظاما ما "مسيحياً". إن مذهب العلم المسيحي في الواقع يتعارض مع العلم ويشير إلى الروحانية الغامضة "للعصر الجديد" كالطريق للشفاء الجسدي والروحي. إن مذهب العلم المسيحي يجب أن يشار اليه ويتم رفضه كبدعة مناقضة للمسيحية.
السؤال: ما هي الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية، وما هي معتقدات المسيحيين الأرثوذكس؟
الجواب: إن الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية ليست كنيسة واحدة بل هي عائلة تضم 13 جسداً مستقلاً، ويتم تصنيفها بحسب البلاد التي توجد بها (مثلا: الكنيسة الأرثوذكسية اليونانية؛ الكنيسة الأرثوذكسية الروسية..) إنها متحدة في مفهوم المقدسات والمعتقد والطقوس وإدارة الكنيسة، ولكن تقوم كل منها بتسيير شئونها بصورة مستقلة.
يدعى رأس كل كنيسة أرثوذكسية "بطريركاً" أو "مطراناً". يعتبر بطريرك القسطنطينية (إسطنبول، تركيا) هو البطريريك المسكوني أو العالمي. وهذا المنصب هو ما يماثل منصب بابا روما في الكنيسة الكاثوليكية. على عكس بابا روما المعروف بأنه VICARIUS FILIUS DEI أي أسقف إبن الله، فإن بطريريك القسطنطينية يعرف بأنه PRIMUS INTER PARES أي الأول بين نظراء متساويين. فله إكرام خاص ولكن ليس له السلطان للتدخل في المجامع الأرثوذكسية الإثني عشر الأخرى.
تزعم الكنيسة الأرثوذكسية أنها كنيسة المسيح الوحيدة الحقيقية وتسعى لتتبع أصولها إلى الرسل الأوائل من خلال سلسلة متصلة من الخلافة الرسولية. يجادل المفكرين الأرثوذكس في الحالة الروحية للكاثوليك والبروتستانت وما زال البعض منهم يعتبرهم مهرطقين. ولكن يتفق الأرثوذكس مع الكاثوليك والبروتستانت في الإيمان بالثالوث المقدس، وبأن الكتاب المقدس هو كلمة الله، وأن يسوع هو إبن الله، والكثير من التعاليم الكتابية الأخرى. ولكنهم يتفقون بصورة أكبر مع الكاثوليك عنه مع البروتستانت في الكثير من المعتقدات.
للأسف فإن عقيدة التبرير بالإيمان غائبة من تاريخ لاهوت الكنيسة الأرثوذكسية. وبدلا من هذا فإن الأرثوذكسية تشدد على التشبه بالمسيح، أي العملية التدريجية التي يصبح بها المسيحيين مشابهين للمسيح أكثر وأكثر. ما يعجز عن فهمه الكثيرين ممن يتبعون التقليد الأرثوذكسي هو أن التشبه بالمسيح هو نتيجة تالية للخلاص وليست من متطلبات أو شروط الحصول على الخلاص. تشمل المعتقدات الأرثوذكسية الأخرى التي تتعارض مع الكتاب المقدس ما يلي:
السلطة المتساوية للتقليد الكنسي والكلمة المقدسة.
عدم تشجيع الأفراد على تفسير الكتاب المقدس بمنحى عن التقليد الكنسي.
أبدية عذرية مريم العذراء.
الصلاة من أجل الأموات.
معمودية الأطفال دون الإشارة إلى المسئولية الفردية والإيمان.
إمكانية الحصول على الخلاص بعد الموت.
إمكانية فقدان الخلاص.
بينما تضم الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية بعض من أعظم أصوات الكنيسة، وبينما توجد العديد من التقاليد الكنسية الأرثوذكسية التي تعبر عن علاقة الخلاص بيسوع المسيح، إلا أن الكنيسة الأرثوذكسية نفسها لا تقدم رسالة واضحة متوافقة مع إنجيل يسوع المسيح في الكتاب المقدس. إن دعوة "المصلحين" إلى "الكتاب المقدس فقط، والإيمان فقط، والنعمة فقط، والمسيح فقط" مفقودة من الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية، وهذا كنز غال بقدر لا يمكن الإستغناء عنه.
السؤال: ما هي الديانة الهندوسية وبماذا يؤمن الهندوسيين؟
الجواب: إن الهندوسية واحدة من أقدم الديانات المعروفة - ترجع الكتابات المقدسة لدى الهندوس إلى حوالي عام 1400 – عام 1600 ق. م. وهي أيضاً واحدة من أكثر الديانات تعقيداً وتنوعاً إذ يؤمن الهندوس بملايين الآلهة. يوجد لدى الهندوس تشكيلة واسعة من المعتقدات الأساسية ولهم طوائف مختلفة. ورغم أن الهندوسية تعتبر ثالث الديانات الكبرى في العالم، إلا أنها توجد أساساً في الهند ونيبال.
إن النصوص الدينية الهندوسية الأساسية هي الفيدا (وتعتبر أهم النصوص)، واليوبانيشدا، والماهباهاراتا، والرامايانا. هذه الكتابات تحتوي على التراتيل، والتواشيح، والفلسفات، والطقوس، والشعر، والقصص التي يؤسس الهندوس معتقداتهم عليها. تشمل النصوص الأخرى المستخدمة في الهندوسية البراهمانا، والسوترا، والآرانياكا.
رغم أن الهندوسية تعتبر من الديانات متعددة الآلهة، إذ تعترف بوجود حوالي 330 مليون إله، إلا أنه يوجد لها إله واحد فوق هذه الآلهة وهو البراهما. براهما هو كيان يعتقد أنه يسكن كل جزء من العالم الواقعي في كل أنحاء الكون. براهما هو كيان مجهول لا يمكن الإستدلال عليه، وكثيراً ما يعتقد أنه يوجد في ثلاثة صور منفصلة: براهما أي الخالق؛ فينشو أي الحافظ؛ شيفا أي المهلك. هذه "الوجوه" الثلاثة للبراهما معروفة أيضاً من خلال صور التجسد الكثيرة لكل منها. من الصعب تلخيص المعتقدات الدينية الهندوسية بما أن المدارس الهندوسية المختلفة تتضمن عناصر من كل نظام ديني تقريباً. فالهندوسية يمكن أن تكون:
1) أحدية – القول بأن ثمة مبدأ غائي واحد موجود؛ مدرسة سنكارا.
2) وحدوية الوجود – القول بوجود شيء الهي واحد فيكون الله والطبيعة شيء واحد؛ البراهماتية.
3) وحدوية الله والوجود – الطبيعة هي جزء من الله؛ مدرسة رامانوجا.
4) التوحيد – القول بوجود اله واحد، منفصل عن الطبيعة؛ الهندوسية البهاكتية.
بدراسة المدارس الأخرى، فيمكن القول أن الهندوسية يمكن أن تكون ملحدة، ربوبية، أو حتى عدمية. مع هذا التنوع الشاسع الموجود تحت إسم "الهندوسية" فيمكن أن يتساءل المرء ما الذي يجعلهم هندوساً أساساً؟ إن المحك الوحيد الحقيقي الذي يميز الأنظمة الدينية هو الإيمان بقدسية الفيدا. فلو اعتبرتها مقدسة فيكون هذا المعتقد هندوسياً. واذا لم تعتبرها مقدسة فلا تكون هندوسية.
إن الفيدا أكثر من مجرد كتب لاهوتية. فهي تحتوي على قدر كبير ومتنوع من الأساطير الدينية التي تتعمد المزج بين الأسطورة والدين والتاريخ لكي تنتج قصة لها أساس ديني. هذه الأساطير الدينية لها جذور عميقة في تاريخ وثقافة الهند حتى أن رفض الفيدا يعتبر معارضة للهند نفسها. لذلك فإن الأنظمة الدينية تجد رفضاً من الهندوسية إذا لم تتقبل الثقافة الهندية إلى حد ما. إذا قبل النظام الديني الثقافة الهندية وتاريخها المملوء بالأساطير الدينية فيمكن اعتباره نظاما هندوسياً حتى لو كانت تعاليمه الدينية توحيدية أوعدمية أو الحادية. هذا الإنفتاح لقبول التناقض يمكن أن يربك الغربيين الذين يتطلبون الثبات المنطقي والدفاع العقلاني في مفاهيمهم الدينية. ولكن إحقاقاً للحق فإن المسيحيين ليسوا أكثر عقلانية أو منطقية عندما يدعون إيمانهم بيهوه ولكن يعيشون حياتهم كأنهم لا يؤمنون بوجود إله، أي منكرين المسيح بأسلوب حياتهم. بالنسبة للهندوس فإن الخلاف هنا هو وجود تناقض منطقي. أما بالنسبة للمسيحيين فإن الخلاف هو بالأكثر مجرد نفاق.
تنظر الهندوسية الى البشر على انهم آلهة. لأن البراهما هو كل شيء فيؤمن الهندوس أن الكل آلهة. فالذات أو "آتمان" متحد بالبراهمان. كل الحقائق خارج عن البراهما تعتبر مجرد وهم أوسراب. إن الهدف الروحي للشخص الهندوسي هو الإتحاد مع البراهما، وبهذا لا يعود موجودا في الصورة الوهمية التي هي "الذات المنفردة". هذه الحرية تسمى "موكشا". ويؤمن الهندوس أنه إلى أن يصل إلى الموكشا فإنه سوف يعاد تجسده مرارا وتكرارا حتى يصل إلى تحقيق ذاته الحقيقية (والحقيقة في نظره هي أن البراهما فقط هو الموجود، ولا شيء آخر). تحدد الكارما كيفية إعادة تجسيد الشخص، وهذا قانون السبب والنتيجة الذي يحكمه توازن الطبيعة. فما فعله الإنسان في الماضي يؤثر في المستقبل ويتفق معه، بما فيه الحياة في الماضي والمستقبل.
رغم أن هذا مجرد موجز قصير، إلا أنه يمكننا أن نرى أن الهندوسية تتعارض مع المسيحية الكتابية في كل أوجه الإيمان تقريباً. المسيحية تؤمن بإله واحد وهو إله شخصي ويمكن أن نعرفه (تثنية 6: 5؛ 1كورنثوس 8: 6)؛ كما أن لها كتاب مقدس واحد؛ تؤمن المسيحية بأن الله خلق الأرض وكل ما عليها (تكوين1: 1؛ عبرانيين 11: 3)؛ كما تؤمن أن الإنسان خلق على صورة الله ويعيش على الأرض حياة واحدة فقط (تكوين 1: 27؛ عبرانيين 9: 27 – 28)؛ كما تؤمن أن الخلاص هو بيسوع المسيح وحده (يوحنا 3: 16؛ 6: 44؛ 14: 6؛ أعمال 4: 12). إن الهندوسيي هي نظام ديني فاشل لأنها لا تعترف أن يسوع المسيح هو الله الظاهر في الجسد وهو المخلص، وهو المنبع الوحيد الكافي لخلاص البشرية.
السؤال: ما هو الإسلام، وبماذا يؤمن المسلمين؟
الجواب: تأسس الدين الإسلامي في بداية القرن السابع الميلادي بواسطة شخص يدعى محمد. قال بأن الملاك جبريل قد زاره. في خلال هذه الزيارات الملائكية التي استمرت حوالى 23 عاماً حتى موت محمد، يزعم أن الملاك أوحى إلى محمد بكلمات الله. هذا الوحي الذي أملي عليه هو ما يكوِّن القرآن، الذي هو كتاب الإسلام المقدس. يعلم الإسلام أن القرآن هو الكلمة العليا وهو آخر وحي من قبل الله.
المسلمين، وهم أتباع الدين الإسلامي، يؤمنون أن القرآن هو كلمة الله الكاملة والموجودة منذ الأزل. وفوق هذا يرفض الكثير من المسلمين وجود القرآن بأية لغات أخرى. فالترجمات لا تعتبر نسخاً موثقة من القرآن الذي يوجد باللغة العربية فقط. ورغم أن القرآن هو الكتاب الرئيسي الذي يؤمنون به، إلا أن السنة تعتبر ثاني مصادر العقيدة الدينية. لقد كتب الصحابة السنة وهى تحتوي على أقوال محمد وأفعاله وما أقره.
إن المعتقدات الرئيسية في الإسلام هي أن الله هو الإله الوحيد الحقيقي، وأن محمد كان نبي الله. ويمكن أن يصبح الشخص مسلماً بمجرد إقراره بهذين العقيدتين. إن كلمة "مسلم" تعني "الشخص الذي يسلم لله". ويدعي الإسلام أنه الديانة الوحيدة الحقيقية التي إشتقت منها الديانات الأخرى (بما فيها اليهودية والمسيحية).
يؤسس المسلمون إيمانهم على خمسة أعمدة/أركان:
1. الشهادة: "لا إله إلا الله، ومحمد رسول الله."
2. الصلاة: يجب أداء خمس صلوات يومياً.
3. الزكاة: تقديم المال للفقراء بما أن الكل يأتي من الله.
4. الصوم: بالإضافة إلى الصوم المتفرق، يجب أن يصوم كل المسلمين شهر رمضان (الشهر التاسع من العام الهجري).
5. الحج: الحج إلى مكة الذي يتم على الأقل مرة في عمر الإنسان (خلال الشهر الثاني عشر من العام الهجري).
هذه الأركان الخمسة، وهي إطار الطاعة للمسلمين، تؤخذ بمنتهى الجدية والحرفية. فدخول المسلم إلى الجنة يتوقف على طاعته لهذه الأركان الخمسة.
توجد عدة تشابهات وإختلافات جوهرية بين الإسلام والمسيحية. فمثل المسيحية يؤمن الإسلام بإله واحد ولكن على خلاف المسيحية يرفض الإسلام مفهوم الثالوث. يقبل الإسلام أجزاء من الكتاب المقدس مثل أسفار الشريعة والأناجيل ولكنه يرفض أغلب الكتاب المقدس على أنه محرف وغير موحى به من الله.
يدّعي الإسلام أن يسوع كان مجرد نبي وليس إبن الله (الله فقط هو الإله بحسب الإسلام، فكيف يكون له إبن؟) يؤكد الإسلام أن يسوع رغم ميلاده العذراوي هو مخلوق مثل آدم من تراب الأرض. يؤمن المسلمين أن المسيح لم يمت على الصليب؛ وبهذا ينكرون أحد تعاليم المسيحية الأساسية.
وأخيراً، يعلم الإسلام أن دخول الجنة يكون من خلال الأعمال الصالحة وطاعة القرآن. وفي المقابل يبين الكتاب المقدس أن الإنسان لا يستطيع أن يصل بمجهوده إلى مقياس قداسة الله. فيمكن أن يخلص الخطاة فقط بسبب رحمة الله ومحبته ومن خلال إيمانهم بالمسيح. (أفسس 2: 8-9).
من الواضح أنه لا يمكن أن يكون كل من الإسلام والمسيحية صحيحين. فإما أن يسوع كان أعظم نبي، أو أن محمد كان هو أعظم نبي. إما أن الكتاب المقدس هو كلمة الله أو أن القرآن هو كلمة الله. إما أن ننال الخلاص بقبول الرب يسوع المسيح مخلصاً أو ننال الخلاص بإستيفاء الأركان الخمسة للإسلام. مرة أخرى نقول لا يمكن أن تكون الديانتين صحيحتين في نفس الوقت. وهذا الحق، أي التمييز بين الديانتين في الأمور الجوهرية له نتائج أبدية.
السؤال: ما هي اليهودية وبماذا يؤمن اليهود؟
الجواب: ما هي اليهودية، ومن أو ماذا هو اليهودي؟ هل اليهودية هي ببساطة مجرد ديانة؟ هل هي هوية ثقافية أو مجرد مجموعة عنصرية؟ هل اليهود قبيلة أو عشيرة من الناس أم هل هم أمة؟ بماذا يؤمن اليهود، وهل يشترك جميع اليهود في ما يؤمنون به؟
تقدم القواميس المختلفة تعريفها لكلمة "يهودي" على أنه "فرد من سبط يهوذا"، "إسرائيلي"، "فرد في أمة وجدت في فلسطين منذ القرن السادس قبل الميلاد وحتى القرن الأول الميلادي"، شخص ينتمي الى بقية اليهود من خلال الإنتساب أو التحول الى اليهودية"، "شخص يدين باليهودية".
وفقا للتعاليم اليهودية فإن الشخص اليهودي هو من تكون أمه يهودية وقد اعتنق اليهودية بدوره. يستخدم النص الوارد في لاويين 24: 10 لتأكيد هذا المعتقد رغم أن التوراه لا تقدم ما يدعم هذا التقليد. يقول بعض حاخامات (معلمي) اليهود أن هذا الأمر لا صلة له بما يؤمن به الشخص في الواقع. فيخبرنا هؤلاء المعلمين أن اليهودي لا يلزم أن يتبع الناموس اليهودي والعادات اليهودية لكي يعتبر يهودياً. في الواقع يمكن أن يعتبر الشخص يهودياً حتى لو لم يكن له إيمان بالله على الإطلاق وفقا للتفسير السابق.
بينما يوضح حاخامات آخرين أنه ما لم يتبع الشخص تعاليم التوراه ويقبل "أساسيات الإيمان الثلاثة عشر" الميمونية (الحاخام موشيه بن ميمون، أحد كبار علماء اليهود في القرون الوسطى)، فلا يمكن أن يعتبر يهودياً. رغم أن هذا الشخص قد يكون يهودياً بالولادة، لكنه لا تكون له صلة حقيقة باليهودية.
في التوراة – التي هي الأسفار الخمسة الأولى من الكتاب المقدس – يخبرنا تكوين 14: 13 أن ابراهيم، والذي يعرف عامة بأنه أول اليهود، وصف بأنه "عبراني". إن الإسم "يهودي" مشتق من إسم يهوذا أحد أبناء يعقوب الإثني عشر وأحد أسباط اسرائيل الإثني عشر. فمن الواضح أن كلمة "يهودي" كانت أساساً تشير إلى الذين هم من سبط يهوذا، ولكن عندما إنقسمت المملكة بعد فترة ملك الملك سليمان (1 ملوك 12)، فقد استخدمت هذه الكلمة للإشارة إلى أي شخص ضمن مملكة يهوذا، وهذا يشمل أسباط يهوذا وبنيامين ولاوي. اليوم يؤمن الكثيرين أن اليهودي هو من ينحدر من سلالة ابراهيم واسحق ويعقوب بغض النظر عن السبط الأصلي الذي ينتمي إليه بالفعل.
إذا ما الذي يؤمن به اليهود، وما هي المباديء الأساسية لليهودية؟ هناك خمسة أشكال أو أقسام في اليهودية اليوم. وهي اليهودية الأرثوذكسية، اليهودية المحافظة، اليهودية المصلحة، اليهودية المجددة، واليهودية الإنسانية. تختلف المعتقدات والمتطلبات لكل منها بشكل كبير ولكن تشمل قائمة المعتقدات التقليدية لليهودية ما يأتي بإختصار:
الله هو خالق الكل؛ هو إله واحد، لا جسد له، ويجب عبادته هو فقط كالمتسلط الأوحد على الكون.
أعطيت الأسفار الخمسة الأولى من الكتاب المقدس العبري إلى موسى من الله. ولن تتغير هذه الأسفار أو يزاد عليها في المستقبل.
لقد تواصل الله مع الشعب اليهودي من خلال الأنبياء.
الله يلاحظ تصرفات البشر، وهو يكافيء الناس على الأعمال الصالحة ويعاقب الشر.
رغم أن المسيحيين يؤسسون جزءا كبيراً من إيمانهم على نفس النصوص الكتابية مثل اليهود إلا أن هناك إختلافاً كبيراً في الإيمان: يعتبر اليهود بصفة عامة الأعمال والسلوك ذات أهمية أساسية؛ فالإيمان يأتي من الأعمال. هذا يتعارض مع المسيحية المحافظة التي تؤمن أن الإيمان هو الأساس والأعمال تكون نتيجة لهذا الإيمان.
لا يقبل الإيمان اليهودي المعتقد المسيحي بوجود الخطية الأصلية (الإيمان بأن الجميع ورثوا خطية آدم وحواء عندما عصوا أمر الله في جنة عدن).
تؤكد اليهودية صلاح العالم والناس الذين فيه بالطبيعة لأنهم خلائق الله.
يستطيع اليهود المؤمنين أن يقدسوا حياتهم ويقتربوا إلى الله بأن يتمموا الوصايا الإلهية.
ليست هناك حاجة إلى مخلص ولا يوجد وسيط.
تنظم الوصايا البالغ عددها 613 وصية في سفر اللاويين والأسفار الأخرى كل جوانب الحياة اليهودية. تشكل الوصايا العشر الموجودة في تكوين 20: 1-17 وتثنية 5: 6-21 موجزا مختصرا للناموس.
سيأتي المسيا (الممسوح من الله) في المستقبل ليجمع اليهود مرة أخرى إلى أرض إسرائيل. سوف تكون هناك قيامة عامة للأموات في ذلك الوقت. وسوف يعاد بناء هيكل أورشليم الذي دمره الرومان في عام 70 ميلادية.
تختلف المعتقدات بشأن يسوع بقدر كبير. يراه البعض كمعلم أخلاقي عظيم. بينما يراه الآخرون كنبي كذاب أو كوثن يعبده المسيحيين. إن بعض طوائف اليهود لا تنطق إسمه لأنه يمنع النطق بإسم الأوثان.
يشار الى اليهود أحيانا على أنهم شعب الله المختار. هذا لا يعني بأي شكل من الأشكال أنهم أسمى من الشعوب الأخرى. تقول النصوص الكتابية مثل خروج 19: 5 ببساطة أن الله إختار اسرائيل ليتسلموا التوراة ويدرسوها ولكي يعبدوا الله وحده ولكي يرتاحوا يوم السبت ولكي يحتفلوا بالأعياد. لم يختار الله اليهود لكي يكونوا أفضل من غيرهم؛ بل ببساطة إختارهم ليكونوا نوراً للأمم وليكونوا بركة لكل للشعوب الأخرى.
السؤال: هل العلمولوجيا مذهب مسيحي أم بدعة؟
الجواب: العلمولوجيا من الديانات التي يصعب تلخيصها. وقد إكتسبت العلمولوجيا شهرة نتيجة إعتناق بعض مشاهير هوليوود لها. تأسست ديانة العلمولوجيا عام 1953 بواسطة الكاتب القصصي ل. رون هابارد، وذلك بعد أربع سنوات فقط من مقولته: "أود أن أؤسس ديانة – فهكذا يوجد المال." وهكذا وجد هو المال أيضا إذ أصبح هابارد من كبار المليونيرات.
تقول ديانة العلمولوجيا أن البشر كائنات خالدة (تسمى ثيتان) وهم ليسوا من هذا الكوكب أصلا، وأن الإنسان مقيد بالمادة، والطاقة، والمكان، والوقت matter, energy, space, and time: MEST)) الخلاص بالنسبة لأتباع العلمولوجيا يأتي من خلال عملية تسمى "الفحص" حيث تتم إزالة "الآثار المتخلفة" (أي ذكريات الألم السابق، واللاوعي والتي تشكل عائقاً للطاقة). إن عملية الفحص هذه عملية طويلة وتكلف مئات الآلاف من الدولارات. وعندما تتم ازالة كل المخلفات في النهاية يمكن أن يعود الثيتان للتحكم في المادة والطاقة والمكان والوقت بدلا من أن تتحكم هي فيه. وحتى يتم الخلاص يظل كل ثيتان يولد من جديد باستمرار.
إن ديانة العلمولوجيا ديانة باهظة الثمن. فكل جانب من جوانبها له رسوم خاصة به. لهذا تمتليء "صفوف" العلمولوجيا بالأغنياء فقط. وهي أيضا ديانة صارمة جدا، وتعاقب بشدة من يحاولون أن يتركوا تعاليمها أو يتخلوا عن عضويتها. تتكون كتبها المقدسة فقط من كتابات وتعاليم ل. رون هابارد.
رغم أن العلمولوجيين يدعون أن العلمولوجيا متوافقة مع المسيحية، إلا أن الكتاب المقدس يناقض كل المعتقدات التي يؤمنون بها. يعلم الكتاب المقدس أن الله هو الخالق الوحيد للكون (تكوين 1: 1)؛ وأن الله هو خالق البشرية (تكوين 1: 27)؛ ان الخلاص الوحيد المتاح للإنسان هو بالنعمة من خلال عمل المسيح التام (فيلبي 2: 8)؛ الخلاص هبة مجانية لا يستطيع البشر أن يفعلوا أي شيء لإكتسابها (أفسس 2: 8-9) وأن يسوع المسيح حي وجالس الآن عن يمين الله الآب (أعمال 2: 33؛ أفسس 1: 20؛ عبرانيين 1: 3) منتظرا الوقت الذي سيجمع فيه شعبه لنفسه ليسكنوا معه للأبد في السماء. أما الباقين فسوف يلقون في نار حقيقية، منقصلين عن الله للأبد (رؤيا 20: 15).
تنفي العلمولوجيا وجود الله والكتاب المقدس والسماء والجحيم. فبالنسبة للعلمولوجييم كان يسوع مجرد معلم صالح مات ظلماً للأسف. تختلف العلمولوجيا عن المسيحية الكتابية في كل العقائد الأساسية. نلخص فيما يلي بعض من أهم هذه الإختلافات.
الله: تؤمن العلمولوجيا أنه يوجد آلهة كثيرة وأن بعض الآلهة تسمو عن الآلهة الآخرى. وفي المقابل فإن المسيحية الكتابية تؤمن بوجود إله واحد وحيد حقيقي أعلن ذاته في الكتاب المقدس ومن خلال يسوع المسيح. أولئك الذين يؤمنون به لا يمكن أن يصدقوا المفهوم المزيف عن الله الذي تنادي به العلمولوجيا.
يسوع المسيح: تنكر العلمولوجيا – مثل كل البدع الأخرى – ألوهية المسيح. وبدلا من أن يكون لهم صورة كتابية عن من هو المسيح وماذا فعل، فإنهم يعطونه صفات إله متدني إكتسب مكانة أسطورية عبر السنين. يعلمنا الكتاب المقدس بوضوح أن يسوع هو الله الظاهر في الجسد، وأنه من خلال تجسده إستطاع أن يكون ذبيحة عن خطايانا. فمن خلال موت وقيامة المسيح يكون لنا رجاء الحياة الأبدية مع الله (يوحنا 3: 16).
الخطية: تؤمن العلمولوجيا في الصلاح الفطري للإنسان وتعلم أنه أمر شائن وأحقر من الإحتقار أن تقول لأحد أنه يجب أن يتوب أو أنه خاطيء. وفي المقابل يعلمنا الكتاب المقدس أن الإنسان خاطيء وأن رجاؤه الوحيد هو في أن يقبل المسيح مخلصاً ورباً (رومية 6: 23)
الخلاص: تؤمن العلمولوجيا في التناسخ وأن الخلاص الشخصي في حياة الإنسان هو التحرر من دورة الولادة والموت المرتبطة بالتناسخ. يؤمنون ممارسة الطقوس الدينية لكل الأديان هي الطريق للحكمة والفهم والخلاص. وفي المقابل يعلمنا الكتاب المقدس أنه يوجد طريق واحد للخلاص وهو من خلال الرب يسوع المسيح. قال يسوع نفسه: "أنا هو الطريق، والحق، والحياة، لا أحد يأتي إلى الآب إلا بي." (يوحنا 14: 6).
بعد مقارنة تعاليم العلمولوجيا مع تعاليم الكتاب المقدس نرى أنه يكاد لا يوجد أي شيء مشترك بينهما. فالعلمولوجيا تقود بعيدا عن الله والحياة الأبدية. وبينما تخفى العلمولوجيا معتقداتها باستخدام لغة تبدو مسيحية إلا أنها تتعارض كلية مع المسيحية في كل المعتقدات الأساسية. لهذا فإن العلمولوجيا بالتأكيد ليست من المسيحية في شيء.
السؤال: ماذا يقول الكتاب المقدس عن الكارما؟
الجواب: إن مفهوم الكارما هو مفهوم لاهوتي موجود في الديانة البوذية والديانة الهندوسية. وهو يقوم على فكرة أن أسلوب حياتك الآن يحدد نوعية الحياة التي ستكون لك في حياتك القادمة. فإذا كنت شخصاً غير أناني، ولطيف، وتسعى للقداسة في هذه الحياة سوف تكافأ بأن تتناسخ (تولد مرة أخرى في جسد أرضي جديد) في حياة مريحة. ولكن إن عشت حياة الأنانية والشر فسوف تتناسخ في حياة غير مريحة. بكلمات أخرى، أنت تحصد في الحياة القادمة ما تزرعه في هذه الحياة. يقوم مفهوم الكارما على الإعتقاد بتناسخ الأرواح. يرفض الكتاب المقدس فكرة التناسخ لذلك فهو لا يساند فكرة الكارما على الإطلاق.
يقول الكتاب المقدس في عبرانيين 9: 27 "وضع للناس أن يموتوا مرة واحدة وبعد ذلك الدينونة." توضح هذه الآية الكتابية نقطتين هامتين تنفيان فكرة الكارما تماما بالنسبة للإيمان المسيحي. فهي أولا تقول أنه "وضع لنا أن نموت مرة." وهذا يعني أن البشر يولدون مرة واحدة ويموتون مرة واحدة فقط. فلاوجود لدورة لامتناهية من الحياة والموت وإعادة الولادة، والتي هي فكرة مرتبطة بنظرية تناسخ الأرواح. ثانياً، تقول هذه الآية أننا بعد الموت نواجه الدينونة، بمعنى أنه لاتوجد فرصة ثانية ليعيش الإنسان حياة أفضل مثلما تقول نظرية التناسخ والكارما. فلديك فرصة واحدة فقط لا غير لتعيش حياتك وفق خطة الله.
يحدثنا الكتاب المقدس كثيراً عن موضوع الزرع والحصاد. يقول الكتاب المقدس في سفر أيوب 4: 8 "كما قد رأيت ان الحارثين إثماً والزارعين شقاوة يحصدونها." وفي مزمور 126: 5 "الذين يزرعون بالدموع يحصدون بالإبتهاج." وفي إنجيل لوقا 12: 24 "تأملوا الغربان. انها لا تزرع ولا تحصد وليس لها مخدع ولا مخزن والله يقيتها. كم أنتم بالحري أفضل من الطيور." في كل هذه المواضع بالإضافة إلى المواضع الأخرى التي تتحدث عن الزرع والحصاد، فإن نوال المكافأة على العمل تكون هنا في هذه الحياة وليس في حياة أخرى مستقبلية. إنها أمر خاص بالحاضر، وتبين الشواهد الكتابية أن الثمر الذي تحصده سيكون متناسباً مع الأعمال التي قمت بها. بالإضافة إلى هذا فإن ما تزرعه في هذه الحياة سيؤثر في مكافأتك أو عقابك في الحياة الأبدية.
هذه الحياة الأبدية ليست ولادة مرة أخرى وكذلك ليست تناسخاً لروح الإنسان في جسد آخر هنا على الأرض. لكنها إما أن تكون عذاب أبدي في الجحيم (متى 25: 46) أو حياة أبدية في السماء مع الرب يسوع الذي مات لكي نحيا نحن. كتب الرسول بولس في رسالته إلى أهل غلاطية 6: 8-9 قائلا: "لأن من يزرع لجسده فمن الجسد يحصد فساداً. ومن يزرع للروح فمن الروح يحصد حياة أبدية. فلا نفشل في عمل الخير لأننا سنحصد في وقته إن كنا لا نكل."
أخيراً، يجب أن نتذكر دائماً أن موت الرب يسوع على الصليب هو الذي أعطانا أن نحصد الحياة الأبدية، وأن الإيمان بالرب يسوع هو ما يمنحنا هذه الحياة الأبدية. تقول رسالة أفسس 2: 8-9: "لأنكم بالنعمة مخلصون بالإيمان وذلك ليس منكم هو عطية الله. ليس من أعمال كيلا يفتخر أحد." لهذا فنحن نرى أن مفهوم تناسخ الأرواح والكارما ليس متفقاً مع ما يعلمه الكتاب المقدس بشأن الحياة والموت والزرع والحصاد للحياة الأبدية.
السؤال: ما هو الفرق بين الدين والروحانية؟
الجواب: قبل أن ندرس الفرق بين الدين والروحانية يجب أولاً أن نعرِّف كلا المصطلحين. يمكن تعريف الدين على أنه: "الإيمان بإله أو آلهة بهدف العبادة، والتي يعبر عنها عادة بسلوك أو طقس" أو هو أي نظام محدد للعقيدة أو العبادة...الخ. وغالباً ما يتضمن نظاماً أخلاقياً." أما الروحانية فيمكن تعريفها كالآتي: "هي صفة أو حقيقة كيان روحي، وليس جسدي" أو "سمة روحانية أساساً كما في الأفكار، الحياة ...الخ؛ إتجاه أو نبرة روحية". ببساطة وإختصار الدين هو مجموعة من المعتقدات والطقوس التي تدعي أنها توصل الإنسان إلى علاقة صحيحة مع الله، والروحانية هي التركيز على الأمور الروحية والعالم الروحي بدلاً من الأمور المادية أو الأرضية.
من أكثر المفاهيم المغلوطة بشأن الدين هو أن المسيحية مجرد ديانة أخرى مثل الإسلام واليهودية والهندوسية...الخ. وللأسف فإن معظم من يدعون إنتسابهم إلى المسيحية يمارسونها على أنها مجرد ديانة. فبالنسبة للكثيرين فإن المسيحية ليست أكثر من مجموعة من القوانين والطقوس التي يجب أن يطبقها الإنسان لكي يصل إلى السماء بعدما يموت. هذه ليست المسيحية الحقيقية. المسيحية الحقيقية ليسة ديانة، بل هي أن تكون لنا علاقة صحيحة مع الله بقبول يسوع المسيح المخلص والمسيا بالنعمة عن طريق الإيمان. نعم، هناك "طقوس" في المسيحية يجب إتمامها (مثال: المعمودية، مائدة الرب). نعم، توجد "قوانين" يجب إتباعها في المسيحية (لا تقتل، أحبوا بعضكم بعضاً...الخ.) ولكن هذه الفروض والقوانين ليست هي جوهر المسيحية. إن فروض وقوانين المسيحية هي نتيجة الخلاص. عندما نقبل الخلاص من خلال يسوع المسيح فإننا نتعمد بالماء كإعلان لهذا الإيمان. ونحن نمارس فريضة العشاء الرباني تذكاراً لتضحية المسيح من أجلنا. نحن نتبع الوصايا من منبع محبتنا لله وإمتناننا لما فعله من أجلنا.
من أكثر المفاهيم الخاطئة شيوعاً عن الروحانية هو وجود أشكال كثيرة من الروحانية وإعتبار أن كلها أشكال صحيحة. فالتأمل في أوضاع جسدية غير طبيعية، والتواصل مع الطبيعة، والسعي للتخاطب مع عالم الأرواح...الخ قد تبدو أموراً "روحية" ولكنها في الواقع روحانية زائفة. إن الروحانية الحقيقية هي إمتلاك روح الله القدوس كنتيجة لقبولنا الخلاص بيسوع المسيح. الروحانية الحقيقية هي الثمر الذي يعطيه الروح القدس في حياة الإنسان: محبة، فرح، سلام، طول أناة، لطف، صلاح، إيمان، وداعة، تعفف (غلاطية 5: 22-23). الروحانية تعني التشبه بالله الذي هو روح (يوحنا 4: 24) وتغير شخصياتنا لتشاكل صورته (رومية 12: 1-2).
إن الصفة المشتركة بين الدين والروحانية هي أن كليهما يمكن أن يكون أسلوباً زائفاً للعلاقة مع الله. الدين يستبدل العلاقة الحقيقية مع الله بطقوس فارغة. والروحانية تميل إلى استبدال العلاقة الحقيقية مع الله بالصلة مع العالم الروحي. لهذا فيمكن أن يكون كليهما طريق خاطيء للوصول إلى الله. وفي نفس الوقت يمكن أن يكون الدين ذو قيمة لأنه يشير إلى وجود إله وأننا مسئولين أمام هذا الإله. إن القيمة الحقيقية الوحيدة للدين هي القدرة على إظهار أنمنا جميعاً أخطأنا وبحاجة إلى مخلص. وتكون قيمة الروحانية في إظهار أن العالم المادي ليس هو كل شيء. فالبشر ليسوا مادة فقط، ولكنهم يمتلكون روحاً ونفساً. يوجد عالم روحي من حولنا يجب أن نكون مدركين له. إن القيمة الحقيقية للروحانية هي أنها تبين حقيقية أنه يوجد شيء وشخص أكثر من هذا العالم المادي ونحن بحاجة أن نكون على صلة به.
يسوع المسيح هو إكتمال الدين والروحانية معاً. يسوع هو الشخص الذي نحن مسئولين أمامه والذي يوجهنا إليه الدين. يسوع هو الشخص الذي نحتاج إلى علاقة معه والذي توجهنا إليه الروحانية الحقيقية.
السؤال: لماذا توجد ديانات كثيرة؟ هل تقود جميع الديانات إلى الله؟
الجواب: إن وجود ديانات كثيرة متعددة والإدعاء بأن جميع الديانات تقود إلى الله دون جدال يسبب كثير من الإرتباك لمن يطلبون بإخلاص معرفة حقيقة الله، مما تكون نتيجته أن ييأس البعض أحياناً من الوصول إلى حقيقة الأمر. إو ينتهي بهم الأمر إلى الإعتقاد بأن كل الديانات تؤدي إلى الله. وبالطبع يقول المتشككين أن وجود ديانات كثيرة هو دليل على أن الإنسان لا يمكن أن يعرف الله أو أنه ببساطة لا يوجد إله.
يقدم الكتاب المقدس في رومية 1: 19-21 تفسيراً كتابياً لوجود ديانات متعددة. إن حقيقة الله ظاهرة ومعروفة لأن الله جعل الأمر كذلك. ولكن أغلب البشر رفضوا حقيقة الله وسعوا وراء طرقهم الخاصة لفهم الله بدلا من أن يقبلوا حقيقة الله ويخضعوا لها. ولكن هذا لا يقود للإستنارة في ما يخص الله بل إلى عقم التفكير. وهنا نجد أساس "الديانات المتعددة".
لا يريد أغلب الناس أن يؤمنوا بإله يتطلب البر والأخلاقيات، لذلك يخترعون آلهة لا تتطلب منهم هذه الأمور. لا يريد أغلب الناس أن يتبعوا إله يعلن أنه يستحيل على البشر أن يدخلوا السماء بمجهودهم. لذلك يخترعون إله يقبل دخول الناس إلى السماء إذا أتموا فرائض معينة أو أطاعوا نواميس محددة على الأقل بقدر إستطاعتهم. لا يريد أغلب الناس علاقة بإله كلي القدرة والسلطان. لذلك يتخيلون الله كقوة غامضة خارقة للطبيعة أكثر من كونه سيداً على حياتهم الشخصية.
إن وجود ديانات متعددة ليست حجةً ضد وجود الله أو حجة ضد وضوح حقيقة الله. بل بالعكس فإن وجود العديد من الديانات هو دليل على رفض البشرية للإله الواحد الحقيقي. لقد استبدله البشر بآلهة حسب هواهم. وهذا أمر خطير. إن رغبة البشر في إعادة خلق اله على صورتنا ينبع من الطبيعة الخاطئة في دواخلنا. وهي طبيعة ستجني الدمار في النهاية (غلاطية 6: 7-8).
هل تقود كل الديانات إلى الله؟ في الواقع نعم. فكلها ما عدا واحدة تقود إلى دينونة الله. ديانة واحدة فقط – المسيحية – تقود إلى غفران الله والحياة الأبدية. مهما كانت الديانة التي يتبعها الإنسان سوف نقف جميعاً أمام الله بعد الموت (عبرانيين 9: 27). كل الديانات تقود إلى الله ولكن ديانة واحدة فقط تؤدي إلى قبول الله لأنه فقط من خلال الخلاص الذي بغلإيمان بالرب يسوع المسيح يمكن لأي شخص أن يقترب من الله بثقة. إن قرار قبول حقيقة الله مهم لسبب بسيط: الأبدية وقت طويل جداً فلا نملك أن نكون مخطئين بشأنها. لهذا فإن الفكر الصحيح عن الله مهم جداً.
السؤال: مع وجود الديانات المختلفة، كيف أعرف أيها الديانة الصحيحة؟
الجواب: لا شك ان وجود العديد من الديانات المختلفة في العالم يجعل من الصعب تحديد أيها هي الديانة الصحيحة. أولاً، لننظر إلى هذا الموضوع بصورة عامة ثم نرى كيف يمكن للشخص أن ينظر إليه بطريقة تجعله يصل فعلاً إلى نتيجة صحيحة عن الله. إن الصعوبة المتمثلة في وجود إجابات متعددة لموضوع معين ليست قاصرة على موضوع الديانات. فمثلاً يمكن أن تأتي بمائة طالب ممن يدرسون الرياضيات/الحساب وتقدم لهم مسألة معقدة ليحلوها، هنا من المتوقع أن يحلها بعضهم بطريقة خاطئة. ولكن هل يعني هذا عدم وجود إجابة صحيحة؟ كلا، على الإطلاق. فالذين أجابوا إجابات خاطئة ببساطة يحتاجون أن يعرفوا أين أخطأوا ويتعلموا كيفية الحصول على الإجابة الصحيحة.
كيف نصل إلى حقيقة الله؟ إننا نستخدم منهجاً مصمم لفصل الحق عن الباطل عن طريق عدة إختبارات للحق، فتكون النتيجة مجموعة من النتائج الصحيحة. هل تستطيع أن تتخيل النتائج النهائية التي يصل إليها العلماء لو ذهبوا إلى معاملهم وأخذوا يخلطون العناصر والمواد دون ترتيب أو سبب؟ أو إذا أخذ طبيب يعالج المرضى بأدوية عشوائية آملاً أن يجعلهم هذا يصحون؟ لا يستخدم أي من العلماء أو الأطباء هذا المنهج؛ بل يستخدمون أنظمة تتسم بالمنهجية والمنطق قائمة على الدليل والبرهان لتعطي النتائج النهائية الصحيحة.
وإذا كان هذا هو الحال فيما يختص بالعلم، فلماذا نظن أن دراسة اللاهوت – أي دراسة الله - يجب أن تكون مختلفة؟ لماذا نعتقد أنها يمكن أن تكون دراسة عشوائية غير منظمة ومع ذلك نتوقع أن تقودنا إلى النتائج الصحيحة؟ للأسف فهذا هو اللمنهج الذي يتبعه الكثيرين وهذا هو أحد أسباب وجود العديد من الديانات. بعد هذه المقدمة نعود إلى السؤال: كيف نصل إلى نتائج حقيقية عن الله؟ ما هو الأسلوب المنهجي الذي يجب أن نستخدمه في بحثنا؟ أولاً، نحتاج أن نضع إطاراً لفحص الإدعاءات المختلفة، ثم نحتاج إلى خريطة طريق نتبعها للوصول إلى النتائج الصحيحة. فيما يلي إطار جيد يمكن إستخدامه:
1. الثبات المنطقي: يجب أن تكون تعاليم النظام العقائدي مترابطة معاً بطريقة منطقية ولا تتعارض إحداها مع الأخرى بأي شكل. فمثلاً، نجد أن الهدف النهائي من البوذية هو تجريد الإنسان من كل الرغبات. ولكن الإنسان يجب أن تكون لديه الرغبة في التخلص من كل الرغبات، وهذا تناقض ومبدأ غير منطقي.
2. الإثبات الواقعي: هل يوجد دليل يساند هذا النظام العقائدي (سواء كان البرهان منطقياً، أو واقعياً...الخ)؟ إنه من الطبيعي أن نطلب دليل لإثبات الإدعاءات الهامة حتى يمكن التحقق من هذه المزاعم. فمثلا: يعلم المورمون أن المسيح عاش في أمريكا الشمالية. ولكن ليس هناك دليل يثبت هذا على الإطلاق سواء من الناحية الآثارية أو غيرها لمساندة مثل هذه المزاعم.
3. الصلة الوثيقة بالوجود: يجب أن يتوافق النظام العقائدي مع الواقع كما نعرفه، ويجب أن يكون له تأثير ملموس في حياة أتباعه. فمثلا يؤمن مذهب الربوبية أن الله ألقى بالكرة الأرضية التي تدور حول نفسها في وسط الكون وهو لا يتفاعل مع من يعيشون عليها. كيف يمكن لمعتقد كهذا أن يؤثر على حياة الإنسان اليومية؟ بإختصار، ليس له أي تأثير.
إن تطبيق الإطار السابق في مجال الدين سيساعد الإنسان على تكوين نظرة حقيقية لله وسوف يجيب على الأسئلة الأربعة الكبرى في الحياة:
1. الأصل – من أين أتينا؟
2. الأخلاقيات – كيف نعيش؟
3. المعنى – ما هو هدف الحياة؟
4. المصير – إلى أين يتجه الجنس البشري؟
ولكن كيف يطبق إستخدام الإطار السابق في رحلة البحث عن الله؟ إن البحث خطوة بخطوة بإستخدام أسلوب السؤال والجواب هو من أفضل الأساليب. وإذا إختصرنا قائمة الأسئلة المتوقعة في هذا المجال نجد الآتي:
هل يوجد حق مطلق؟
هل يتفق الدين والمنطق؟
هل الله موجود؟
هل يمكن معرفة الله؟
هل يسوع هو الله؟
هل الله يهتم بي أنا؟
أولا نحتاج أن نعرف إن كان يوجد حق مطلق. لو لم يوجد فلن نستطيع أن نتيقن من أي شيء (روحياً أو غيره) وينتهي بنا الأمر بأن نصبح لاأدريين، أي غير واثقين من معرفتنا لأي شيء، أو تعدديين حيث نقبل كل الأوضاع لأننا غير واثقين من صحة أي منها.
يُعَرَّف الحق المطلق بأنه ما يتطابق مع الواقع، ويتوافق مع موضوعه، أي يقدمه كما هو. يقول البعض أنه لا وجود لما يسمى الحق المطلق، ولكن وجهة النظر هذه تدحض نفسها. فمثلا يقول أصحاب النظرية النسبية: "إن كل الحق نسبي." لكن هنا يجب أن نسأل: هل هذه العبارة صحيحة تماماً؟ فإذا كان الأمر كذلك إذا يوجد حق مطلق؛ وإذا لم يكن كذلك فلماذا نضعه في الإعتبار؟ لا يؤكد مذهب العصرية المتقدمة وجود أية حقيقة مطلقة، لكنه في الواقع يؤيد على الأقل حقيقة واحدة مطلقة وهو أن العصرية المتقدمة مذهب صحيح. ففي النهاية يصبح وجود الحق المطلق أمر لا يمكن إنكاره.
وأكثر من هذا، فإن الحق المطلق بطبيعته ضيق ولا يتسع لنقيضه. إثنين زائد إثنين يساوي أربعة بدون أية إحتمالات لإجابات أخرى. هذه النقطة تكون مهمة عند مقارنة الأنظمة الدينية والرؤى العالمية المختلفة. فإذا كان أحد الأنظمة الدينية يقوم على عقائد تم إثبات صحتها، فيصبح إذاً أي نظام آخر مقابل له قائم على عقائد مناقضة له بالتأكيد خاطئاً. أيضاً يجب أن نذكر أن الحق المطلق لا يتأثر بالنوايا أوالرغبات. فمهما كان إخلاص نوايا الشخص في التمسك بالأكاذيب، فهي لا تزال مجرد أكاذيب. ولا توجد رغبة في العالم تستطيع أن تحول ما هو مزيف ليصبح حقيقياً.
إن إجابة السؤال الأول هي أن الحق المطلق موجود. ومن هذا المنطلق فإن مذهب اللاأدرية، والعصرية المتقدمة، والنسبية، ومذهب الشك كلها مذاهب زائفة.
هذا يقودنا إلى السؤال التالي عن إمكانية استخدام العقل أو المنطق في أمور الدين. يقول البعض بعدم إمكانية هذا، ولكن لماذا لا يكون ممكناً؟ في الحقيقة فإن المنطق أمر مهم جداً عند بحث المزاعم الدينية لأنه يساعدنا في فهم لماذا يجب أن نرفض بعض المزاعم بينما نقبل الأخرى. المنطق مهم جداً لكشف مذهب التعددية (الذي يقول أن كل مزاعم الحق، حتى تلك التي تناقض إحداها الأخرى، متساوية وصحيحة).
فمثلاً يدَّعي الإسلام واليهودية أن يسوع ليس هو الله، بينما تقول المسيحية أنه هو الله.